في الوقت الذي أصبح فيه وباء فيروس كورونا حديث الساعة في العالم بأسره، استغل محمد فائد الفرصة لإغراق مواقع التواصل الاجتماعي بـ "نصائحه العلمية" التي يوجهها خاصة للمغاربة.
ونشر شريط فيديو على قناته الرسمية بيوتيوب يحمل عنوان "فايروس كورونا: تناولوا المواد التي تسخن الجسم" في 6 مارس الجاري، وحصد الشريط أكثر من 2 مليون مشاهدة و8000 تعليق.
ويوصي فيه الباحث السابق في قسم علوم الأغذية والتغذية في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، المغاربة بتناول الأطعمة التي تزيد من درجة حرارة الجسم. وهو الامر الذي سبق ونفاه العديد من المتخصصين.
واستهل محمد فائد مقطع الفيديو بانتقاد "أولئك الذين يحاولون تسييس المعلومات والآخرين الذين يرعبون الناس"، من خلال انتقاد وسائل الإعلام التي هي في نظره "تتبع التفاهات وعاجزة عن الخوض في مثل هاته الأشياء، لأنها لا يمكنها معالجة المعلومات العلمية والمتخصصة والمتقدمة. وللأسف يضيع المواطن العادي".
وحذر كبار السن من تناول المواد المعلبة أو الأكل خارج المنزل لأن مناعتهم "مخربة وسيخربونها أكثر"، ونصحهم بـ"وضع كمامات" على الرغم من أن السلطات الصحية أكدت عدم جدوى ذلك، إذ أنه لا ينصح بها إلا للأشخاص المصابين.
وأبدى فائد افتخاره ببرنامجه الغذائي الذي يقوي جهاز المناعة، قبل أن يباشر بإملاء قائمة "الأطعمة التي تزيد من درجة حرارة الجسم" ناصحا بتناول "جميع التوابل، كالزنجبيل والكركم والقرفة والفلفل" وغيرها. ومع ذلك، حذر من خلط بعض التوابل مع بعضها البعض. وأوصى أيضا بتناول "الأغذية الحارة". كما شملت القائمة أيضًا مجموعة من "الحبوب، كالكتان والسمسم والحبة السوداء، والقزبرة" وغيرها من "البقوليات والخضروات والفواكه والزيوت والمأكولات البحرية" التي "تساهم في زيادة درجة حرارة الجسم".
وأدرج قائمة تحتوي على المنتجات المحظورة مثل "الزيوت المصنعة والمنتجات المعلبة والنقانق والمشروبات الغازية والبسكويت والشوكولاتة والعلكة" التي قال إنها تدمر المناعة.
فيما يتعلق بفيروس كورونا بشكل خاص وخلافا لعنوان الفيديو، محمد فائد بدا أكثر حذرا. ودعا متتبعيه إلى "تجنب الإصابة بالبرد" و"تغطية الرأس". وقال "هذا الفيروس لا يحب الأشياء التي تزيد من درجة حرارة الجسم البشري"، دون استعانته بأي دراسة معترف بها. ونصح "بأخذ شوربة الخضار" مع مجموعة من المنتجات التي حذر من خلطها في وقت سابق.
وتعتبر نصائح محمد فائد تكرارا لما يتم نشره على الإنترنت بلغات أخرى. وذكر موقع "لوموند" في 10 مارس الجاري، نقلاً عن آن جوفارد، عالمة الفيروسات في مركز المستشفى الجامعي ليل وأستاذة في كلية الصيدلة بليل، "أن هذه النصائح التي ظهرت على الإنترنت، مثل شرب المشروبات الساخنة لمحاربة فيروس كورنا، هي في الواقع "غير ذات جدوى" وأضافت أن تناول المشروبات الساخنة "لا فائدة منه" علما أن "بعض الفيروسات حساسة للرطوبة ومستويات درجة حرارة معينة"، إلا أن المعرفة حول السارس - CoV - 2 لا تزال محدودة في هذه المرحلة.
ونقل المصدر نفسه، عن المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، مايكل رايان، تأكديه أن "العلماء لا يعرفون اليوم كيف سيكون نشاط وسلوك هذا الفيروس في ظل ظروف مناخية مختلفة".
وتطرق موقع "ليبيراسيون" أيضًا إلى هذا الموضوع في 10 مارس، وذكر أن المقاومة الحرارية لفيروس Sars Coronavirus (Sars-CoV) تم توثيقها من قبل الباحثين منذ سنة 2003. واستشهدت الصحيفة أيضًا بدراسة نشرت في المكتبة الوطنية للطب، في الولايات المتحدة، وتشير إلى أن فيروس CoV-P9، يظل نوعا من أنواع فيروسات كورونا، يستقر بين 4 و 37 درجة الحرارة، على الرغم من أنه "يفقد قدرته في نقل العدوى خلال تعرضه لمدة 90 دقيقة لـ 56 درجة ".
وبحسب جيل بيالو، رئيس قسم الأمراض المعدية والاستوائية في مستشفى تينون بباريس، فإن هذا لا يعني أن شرب الشاي الساخن سيكون له أي تأثير مفيد أو يحمي من فيروس كورونا. وقال "شرب الشاي لا يعني الحماية من الفيروس، بما أنه يمكن من الرفع من درجة حرارة الجسم الإجمالية إلى 56 درجة لمدة عشر دقائق".
وبالتالي، فإذا كانت الحمى أحد أعراض كوفيد 19، فلا ينصح الأطباء بزيادة درجة حرارة الجسم عن طريق تناول أطعمة معينة.