القائمة

أخبار

"الشيف حمزة".. طفل مغربي يتغلب على مرض التوحد باحتراف فن الطبخ

بفضل مساعدة والدته له، استطاع الطفل حمزة الملقب بـ "الشيف حمزة" التغلب على مرض التوحد الذي يعاني منه منذ صغره وخلق عالمه الخاص بمطبخ المنزل. يحلم أن يصبح طباخا مشهورا وأن يصبح اسمه بدل "الشيف حمزة الصغير" الشيف حمزة فقط.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

عندما كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات، اكتشفت والدته إصابته بمرض التوحد، ووصف لها الأطباء عدة أدوية بالإضافة إلى حصص في النطق والحس الحركي وحصص أخرى مع طبيب نفسي، على أمل شفائه.

وتحكي والدة حمزة البالغ من العمر حوالي 11 سنة، في تصريحها لموقع يابلادي أنها "لاحظت عليه في سن الثالثة نوعا من الانطواء والعصبية وسلوكيات غير طبيعية. وعند الذهاب إلى الطبيب أكد لي إصابته بطيف التوحد. ورغم متابعتي لعلاجاته لم تتحسن حالته".

كانت لدى حمزة الذي يدرس حاليا في الرابعة ابتدائي، صعوبة في التمييز بين الألوان والاشكال والتركيز ولا يفرق بين اليل والنهار، وتسبب له هذا الامر في مضايقات من طرف زملائه في القسم و"كان يتعرض للاستهزاء والتنمر ما كان يزيد حالته سوء، لدرجة أنه أصبح عنيفا، ما كان يدفع إدارة المدرسة إلى استدعائه في كل مرة" وهو أمر كان يجعله "يحس أنه منبوذ وغير مرغوب فيه".

وليس هذا فحسب بل وقعت عدة أحداث دفعت والدته إلى دق ناقوس الخطر وقالت إنه "ألقى بنفسه من نافدة المنزل وهو في سن الخامسة، لكن لحسن الحظ علق بأحد الشبابيك وتم إنقاذه من طرف الجيران" وذلك راجع لعدم تمييزه بين الخطأ والصواب "لم يكن يعرف معنى الخوف".

وتابعت حديثها قائلة إنه في بعض الأحيان "ونحن في الشارع كان يفلت من يدي ويتوجه نحو الطريق معرضا نفسه للخطر. كلمات السائقين حينها غالبا ما تكون قاسية وجارحة. أغلبها تصب في عدم تربيتي له بشكل جيد. لكن رغم ذلك ألتمس لهم الاعذار لأنهم لا يعرفون حقيقة إصابته".

كانت والدة حمزة تنصدم في النصائح "الغريبة" التي تقدمها لها بعص السيدات وقالت "ذات يوم شككت سيدة في مرض ابني. وقالت لي إنه لا يعاني من شيء بل كل ما في الامر أنه طفل شقي ونصحتني بإغلاق باب الغرفة عليه يوما كاملا كعقاب له لمراجعة تصرفاته، أو ضربه".

كل هذا دفع بوالدة حمزة إلى البحث عن وسيلة أو حل لإخراج ابنها من قوقعته، التقرب منه أكثر، وتشيرا إلى أنها "لجأت إلى الانترنيت وكنت دائما ما أحاول فهم المرض أكثر فأكثر. بعدها قررت مساعدته بطريقتي الخاصة".

وبحسبها فإنها رغم أنها طريقة بسيطة، لكن وقعها كبير "كنت في كل مرة أدخل إليها إلى المطبخ أحضره بجانبي، وأحاول تعليمه الألوان والاشكال عن طريق الاشياء المتواجدة في المطبخ كالخضر والفواكه والاواني. شيئا فشيء بدأ حبه للمطبخ والطبخ بشكل خاص".

من هنا بدأ "الشيف حمزة" يخطو خطواته الأولى في فن الطبخ، وتتذكر والدته تلك اللحظات قائلة "لامست فيه حبه الطبخ. كان يحاول مساعدتي في كل مرة ولم أكن أرفض طلبه، بالعكس كنت أشجعه على ذلك. مع أنني أعلم أنه لن يتقن عمله وذلك أمر طبيعي كل شيء في البداية يكون صعبا".

إبحار حمزة في عالم الطبخ ولد له نوعا من المتعة وساعده في تخطي حالته المرضية وقالت والدته "لست أنا وحدي فقط التي لاحظت ذلك بل الأطباء أيضا. خلال مواعده الطبية كان يحضر أكلة ما ويأخذها معه. كانوا يشجعونه وهو الامر الذي أعطاه ثقة بنفسه أكثر فأكثر".

وبعدها بوقت وجيز، حملت والدة حمزة بطفل ثان، ولم يعد في قدرتها دخول المطبخ وبالتالي لم يعد بإمكان حمزة أيضا دخول العالم الذي وجد فيه نفسه وقالت "كنت أخاف من أن يصيبه مكروه لوحده وهو في المطبخ وبدأت أمنعه من ذلك، ورجع لحالته السابقة وأصبح مكتئبا أكثر وقلت ثقته بنفسه أيضا". تخوفها من هدم ما استطاعت بناءه جعلها تفكر في إنشاء قناة خاصة له على اليوتيوب، يفجر فيها موهبته ويظهرها للعالم.

"بدأنا نصور فيديوهات بمساعدة من خاله، وأصبح يتفنن في الطبخ بل ويبدع ويحاول إضفاء لمسته الخاصة. هنا تغيرت نظرة زملائه في القسم له خصوصا عندما أصبحوا يشاهدونه في مقابلات مع القنوات التلفزيونية وأصبحوا ينادون عليه "الشيف حمزة" هذا الامر يسعده كثيرا. والاهم من ذلك هو استطاع تخطي مرضه".

والدة حمزة

قصة حمزة بحسب والدته تشكل رسالة أمل لمجموعة من العائلات التي يعاني أبناؤها من نفس المرض أو غيره وقالت "أنصح جميع الأمهات سواء لاحظن تصرفا غريبا لدى أطفالهن أو سلوكات غير طبيعية أن لا يلجؤوا للضرب ولكن عليهن محاولة فهمهم والاستشارة مع الطبيب لتشخيص حالاتهم والبحث عن حلول لها".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال