أعلنت الحكومة الإيطالية يوم أمس الأحد أنها قررت غلق بلدات في شمالي البلاد ومنع الدخول إليها أو الخروج منها بدون تصريح، مع إلغاء الأنشطة العامة والمباريات الرياضية ومهرجان مدينة البندقية الشهير، وذلك بعد اكتشاف عشرات الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
من جانبها أعلنت القنصلية العامة المغربية بفيرونا إحداث خلية أزمة للتواصل مع الجالية المغربية بخصوص انتشار فيروس كورونا المستجد.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال عبد الكريم المردادي وهو فاعل جمعوي مغربي، إنه "تم اكتشاف الحالة الأولى على بعد 100 متر من منزلي، نحن نتواجد في بلدية سوماليا التي فرض عليها الحجر الصحي". وأكد أن الإصابات بالوباء في ارتفاع، حيث وصلت "لحد الساعة إلى 167 شخص في جهتنا و 219 حالة في مجموع إيطاليا، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى خمسة".
وأكد أنه في الجهة التي يقوم بها "يوجد 50 ألف شخص، منهم حوالي 1000 مغربي"، وأضاف "الأسواق الممتازة أغلقت أبوابها، توجهنا إلى منطقة قريبة ووجدا سوقا ممتازا مفتوحا، لكن السلع نفذت منه".
وأوضح أنهم "لا يشعرون بالقلق بهذا الخصوص، نحن نثق في السلطات الإيطالية، ونعتقد أن الجيش سيتدخل لتوفير المؤونة". وتابع "حاليا نتواجد في منازلنا في إجازة مرضية مرخص بها دون شهادة طبية"، وزاد قائلا "جميع دور العبادة مغلقة، وفي الجنائز تقترح السلطات حضور ثلاثة أشخاص فقط، وأغلقت المحاكم والإدارات أبوابها أيضا".
وفي تصريح آخر لموقع يابلادي قال عادل العسري وهو رئيس جمعية العمال المغاربة بإيطاليا، إن "الدولة الإيطالية تفاجأت بتسجيل هذا العدد من الحالات. في مجموعة من الجهات تم إغلاق المدارس والجامعات، للحد من تفشي المرض".
وأضاف "هناك مذكرة حكومية تمنع فتح المدارس والجامعات كما تمنع إقامة الأنشطة الرياضية، وجميع الأنشطة الثقافية بما في ذلك إغلاق المتاحف".
وبخصوص قرار القنصلية المغربية في فيرونا قال العسري المقيم في مدينة بولونيا "الجالية المغربية التي يبلغ عددها حوالي نصف مليون، منتشرة في جميع المناطق الإيطالية"، وأضاف "الخلية أحدثت لتتبع أوضاع الجالية، كل ما يتعلق بالوضع الصحي تتكفل به السلطات الإيطالية".
وأكد العسري أن "هذا الأمر شبيه بما كان عليه الحال سنة 2011 حينما ضرب زلزال المنطقة التي نقيم بها، وتم إحداث خلية أزمة وتحدثنا عن إمكانية ترحيل المغاربة خوفا من هزات ارتدادية، غير أن هذا الأمر صعب التحقق نظرا لأعداد المغاربة بالمنطقة".
وتابع الآن "لم أسمع أي مغربي يقول إنه يريد العودة إلى وطنه...، نحن نعلم أن ذلك سيشكل خطورة على المغرب أيضا".
بدوره قال الفاعل الجمعوي المغربي عبد الله الخزراجي، والذي يرأس المهرجان المغربي الإيطالي، "حاليا هناك تخوف لأن الجرائد تتكلم عن الوضع، ونظرا أيضا لما يقع في الصين"، وعاد ليؤكد أنه رغم ذلك "الأمور عادية".
وأكد الخزراجي المقيم في مدينة تريفيزو أنهم يثقون في السلطات الإيطالية التي تعمل حاليا على البحث عن "أصل الفيروس"، مشيرا إلى أن "30 في المائة من السياح الذين يقصدون فينيزيا هم من الصين".
وأكد أن "المدارس ستبقى مغلقة إلى حدود يوم 1 مارس، وأن كرنفال فينيزيا الذي كان مقررا أن يتم تنظيمه يوم غد تم منعه".
وفي تصريح مماثل قال أشرف علي رئيس المركز الإسلامي في فيرونا "الإجراءات التي قام بها رئيس ولاية فيرونا، هي إجراءات احترازية"، وأضاف "المركز أغلق ابوابه، استجابة لأوامر السلطات، والمساجد أغلقت إلى حدود 1 مارس، وهناك معلومات تنشر لكيفية الوقاية، الأمور لحد الآن مطمئنة".