القائمة

أخبار

دياسبو # 131: عبد الصمد الإدريسي.. مهاجر مغربي قادته وصفة والدته إلى التربع على عرش صناع البيتزا في العالم

خلال شهر أكتوبر الماضي نال المهاجر المغربي عبد الصمد الإدريسي لقب بطل العالم للبيتزا في إيطاليا، وفي حديثه ليابلادي أكد أن الصدف وحدها هي التي قادته إلى فرنسا ومنها إلى التربع على عرش صناع البيتزا في العالم

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

"رب صدفة خير من ألف ميعاد"، مثال تجسده قصة حياة عبد الصمد الإدريسي، المهاجر المغربي في فرنسا، إذ قادته الصدفة وحدها إلى لقاء زوجته، وإلى إحراز لقب بطولة العالم في البيتزا بإيطاليا.

غادر الادريسي المولود في مدينة الناظور سنة 1980 أسوار المدرسة دون الحصول على شهادة الباكالوريا، وامتهن حرفا كثيرة، إلى أن استقر به الحال مصورا. وبينما كان يعمل في أحد الأعراس التقى مهاجرة مغربية جاءت لتحضر زفاف شقيقتها وأعجبا ببعضهما البعض وكللت علاقتهما بالزواج سنة 2009.

بعدها غادر أرض المغرب باتجاه فرنسا، واشتغل في البداية في أعمال البناء، ثم مساعدا لكهربائي، وانتقل فيما بعد للاشتغال في الأسواق الممتازة.

من غسل الأواني إلى احتراف الطبخ  

وكما هو شأن زواجه، بدأت علاقته بالمطبخ بالصدفة، حيث بدا يشتغل في أحد الفنادق المصنفة في غسل الأطباق، وهو ما ولد له شغفا بالمطبخ آنذاك، وشاءت الأقدار أن يدخل عالم الطبخ دون تخطيط مسبق.

"في أحد الأيام كان الفندق على موعد مع استقبال 160 ضيفا، وكانت المفاجأة أن مساعد الطباخ لم يحضر ذلك اليوم إلى العمل، وطلبت من الطباخ أن يسمح لي بمساعدته، لكنه رفض لعدم ثقته بقدراتي، وبعد إلحاحي عليه قبل، وقدمنا الطعام للضيوف كما كان مخططا، وعبروا عن رضاهم عن خدمات الفندق، بعد ذلك اقترحوا علي العمل في المطبخ بشكل دائم".

عبد الصمد الإدريسي

وبعد اجتيازه المرحلة التجريبية بنجاح، وقعت إدارة الفندق مع عبد الصمد الإدريسي عقد عمل دائم، وترقى إلى أن أصبح مسؤولا عن أحد أقسام المطعم.

وبفضل احتكاكه بعدد من الطباخين، تمكن الإدريسي من أن يطور مهاراته بسرعة، وأصبح من أعمدة المطعم، يدلو بدلوه في العديد من الأمور.

التحدي يقوده إلى البيتزا

ورغم أنه ولج المطبخ إلا أنه لم يكن يعلم أي شيء عن تحضير البيتزا، وقادته رغبته في التعلم إلى سؤال الشخص المسؤول عن تحضير هذه الأكلة عن طريقة إعدادها، غير أنه فوجئ بجوابه، إذ قال له بحسب ما يحكي ليابلادي "ستأخذ مكاني مستقبلا إن شرحت لك الطريقة".

لم يتقبل عبد الصمد الطريقة التي أجابه بها، وقرر أن يرفع تحدي تعلم تحضير البيتزا، وبدأ يشاهد الفيديوهات المتوفرة على الأنترنيت كل مساء لدى عودته من العمل، وشاءت الصدف مرة أخرى أن يصاب الشخص المسؤول عن تحضير البيتزا بوعكة صحية، وطلب منه رئيسه أن يقوم بتلبية رغبات الزبناء في حال طلبهم لهذه الأكلة.

"ورغم رفضي بحجة أني لا أعلم طريقة تحضيرها، إلا أن رئيسي أصر على ذلك لعدم وجود بديل، واستعنت بما كنت قد شاهدت من فيديوهات، وبدأت في تحضير البيتزا، ومرت تلك الليلة بسلام"

عبد الصمد الإدريسي

ومع مرور الأيام اقترحت عليه إدارة الفندق أن يتولى منصب نائب رئيس المطعم، "إلا أنني رفضت لأن ظروف العمل لم تعد تروقني، فقاموا بعد ذلك بطردي".

وتوجه إلى العمل لدى صاحب مطعم صغير للبيتزا، وبعد أيام أخبره رب العمل أنه يريد بيع المحل، فاقترح عليه بيعه له، وهكذا أصبح يملك أول محل خاص به.

وأكد عبد الصمد أنه "بعد إيصال أولاده إلى المدرسة يوميا أتوجه إلى محل بيع البيتزا، وأقوم بتجريب وصفات خاصة كل يوم، إلى أن أصبحت على دراية تامة بكيفية تحضيرها".

بطل العالم للبيتزا

وبعدما أصبح عبد الصمد الإدريسي متيقنا من امتلاكه كل معارف صناعة البيتزا بدأ يفكر في المشاركة في المسابقات التي تخصص لهذا النوع من الأكل الإيطالي الشهير، وكانت البداية سنة 2014 من مسابقة جهوية في فرنسا، حيث كان يهدف إلى احتلال مركز من المراتب العشرة الأولى المؤهلة للمسابقة النهائية التي تقام في العاصمة باريس.

وسارت الرياح عكس ما يشتهيه المهاجر المغربي، حيث احتل في مشاركته الأولى المرتبة الأخيرة، ويؤكد أن هذا الأمر لم يؤثر فيه كثيرا، خصوصا حينما أخبرته لجنة التحكيم أن بإمكانه الترشح للمسابقة في جهات أخرى.

وبعد أسبوع من ذلك توجه إلى المشاركة في جهة أخرى، وتمكن من حصد المرتبة الأولى، وفي المسابقة النهاية في باريس حل في المرتبة 90 من أصل 165 متسابقا.

وبعد شهر من ذلك قرر المشاركة في مسابقة بطولة العالم للبيتزا التي تنظم بإيطاليا موطن هذه الأكلة الشهيرة، ويشترط في المشاركين امتلاكهم لمطعم متخصص في بيع البيتزا، وحصل على المرتبة التاسعة، ما شكل بالنسبة له إنجازا كبيرا.

وفي شهر أكتوبر الماضي، شارك في المسابقة للمرة الثانية، وتمكن من التربع على عرش صناع البيتزا في العالم متفوقا على 350 متسابقا.

 وبخصوص الوصفة التي ابتكرها ومكنته من تبوء الصدارة قال، "عندما كنا صغارا كنا في فترات العطل نقوم بصيد الأسماك، وكنت أحضر ما جاد به البحر علي إلى المنزل وكانت أمي تقوم بطبخه لنا بطريقتها الخاصة، واعتمدت في وصفتي على طريقة أمي، مع تجديدها وعصرنتها".

"بعد فوزي اتصلت بأمي وأخبرتها بأنني حصلت على المرتبة الأولى، ولكنها لم تسمعني جيدا وظنت أني أخبرتها أني لم أفز، وبدأت تردد عبارات لمواساتي، وأكدت لها أني فزت بالمرتبة الأولى، ومن شدة فرحها بكت كثيرا، وكذلك فعلت أنا".

عبد الصمد الإدريسي

ولع عبد الصمد الإدريسي بالبيتزا جعله يفكر في تأسيس مشروع خاص بالمغرب مستقبلا، مؤكدا أنه دأب على قضاء عطلته السنوية في وطنه الذي يتواجد به إخوته ووالديه.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال