وحسب جريدة لو فيجاغو، فإن المهاجرين الراغبين في الحصول على الجنسية الفرنسية يجيبون على أسئلة مختلفة مثل :" متى تم تدشين مسجد باريس الكبير؟ هل تم ذلك قبل الثورة ؟ أم بين الحربين العالميتين؟ أو في العام الماضي؟" و "بين من دارت الحروب الصليبية خلال القرن السادس عشر؟ هل دارت بين الكاثوليكيين والبروتستانيين؟ أم بين المسيحيين والمسلمين ؟ أو بين المدارس العمومية و المدارس الخاصة؟" و " ما هي أغنية النشيد الوطني الفرنسي؟". وكل هذه الأسئلة المختلفة، ما هي إلا شرط واحد من بين الشروط اللازم استيفاؤها للحصول على الجنسية الفرنسية، والتي جاءت مفصلة في المرسوم الذي صدر في الجريدة الرسمية يوم الثلاثاء 31 يناير المنصرم، ومن المتوقع أن يدخل حيز التطبيق ابتداءا من يوليوز 2012.
أسئلة بين الثقافة و الشخصيات المشهورة
وتشير جريدة ليبيراسون إلى أن المرشح الذي يتقدم بطلب الحصول على الجنسية الفرنسية يجب أن يجتاز امتحانا شفويا أمام الجهة التي تتكلف بدراسة ملفه، مثلما يفعل الراغبون في الحصول على شهادة الباكالوريا أو الشهادة الابتدائية. وأثناء المقابلة، يكون المرشح أمام موظف يختبر مهاراته اللغوية وطريقة نطقه للفرنسية ومدى قدرته على إنجاح محادثة بسيطة، وبعد ذلك يعطيه استمارة تحتوي على عشرات الأسئلة مع العديد من الاختيارات وتدور مواضيع الأسئلة حول التاريخ والجغرافيا و المآثر و الأدب وحتى الشخصيات الفرنسية المشهورة مثل كلود فرانسواز أو بريجيت باردو.
المستوى السادس
وتشير جريدة لوموند إلى أن الأسئلة تتناسب مع مستوى السادس من التعليم الابتدائي، ولكي يجتاز المرشح الامتحان يجب أن يحصل على النقطة 6/10، كما أن هذه الأسئلة يتم تحضيرها من طرف مؤرخين وأطر تربوية وخبراء مختصين، وقبل أن يتم اعتمادها، خضعت هذه الأسئلة للتجربة حيث تم عرضها على 2000 مرشح لكي يتم تحديد صعوبتها، وكانت نسبة النجاح تتراوح بين 70 و80 في المائة، ولكي تتفادى إمكانية حفظ المرشح لهذه الأسئلة عن ظهر قلب أو أن يمررها للمرشح الذي يليه، تقوم اللجنة بتجديد الأسئلة باستمرار.
130 ألف أجنبي حصلوا على الجنسية...
وبالنسبة لوزارة الداخلية الفرنسية، فإنها تحاول زرع الطمأنينة، إذ" أن الأمر لا يتعلق بوضع أسئلة تتطلب معرفة موسوعية (...) كما أن الأسئلة التي سيتم طرحها لا تحتوي أرقاما وتواريخ". ولحسن الحظ أنهم لا يطلبون تواريخ محددة ! ففي تلك الحالة كنا سنتساءل عما إذا كان بإمكان الفرنسيين أنفسهم أن يتذكروا تاريخ نشر أغنية " أليكساندري ، أليكساندا " لصاحبها كلود فرانسواز أو تاريخ إنشاء قصر فرساي !
وحسب الأرقام الرسمية، فإن 130 ألف شخص قد حصلوا على الجنسية الفرنسية خلال سنة 2010، وكان أغلبيتهم من المغرب العربي بنسبة تصل إلى حوالي 45 في المائة يليهم الأتراك ثم الروس، وأخيرا حسب الأرقام التي كشفت عنها وزارة الداخلية شهر أكتوبر 2011، عن طريق جريدة ليزيكو، فإن حوالي مليون مهاجر في فرنسا لا يتكلمون الفرنسية.