أجرت قناة "i24news" الإسرائيلية أول أمس الأحد حوارا مطولا مع الدبلوماسي الإسرائيلي يهودا لانكري الذي تعود أصوله إلى المغرب، والذي سبق له أن شغل عدة مناصب رفيعة في الدولة العبرية منها رئيس البعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة، وتحدث في اللقاء عن التعايش بين اليهود والمسلمين في المغرب، وعن دور الملك محمد الخامس في منع إبادة اليهود المغاربة، وعن علاقة اليهود المغاربة الذين يعيشون في إسرائيل بالمملكة.
وقال يهودا لانكري الذي ولد بالمغرب سنة 1947، وهاجر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1960، أثناء حديثه عن علاقة اليهود من أصل مغربي في إسرائيل بوطن آبائهم وأجدادهم "شعرنا بأننا نرتبط بالمغرب الذي كان ولا يزال دولة تعايش نموذجية بين المسلمين واليهود وحتى هذا اليوم الجالية اليهودية في المغرب تتمتع بكامل الحقوق والرعاية الملكية الخاصة".
وأضاف أن "الملك محمد الخامس كان الشخص الذي رفض تطبيق أوامر فيشي، وأنقذ يهود المغرب، ومنع نفيهم إلى معسكرات الإبادة الجماعية، لذلك لدينا علاقة عرفان وشكر للعائلة الملكية، والشعب المغربي حيث عاش هناك اليهود لأكثر من ألف عام".
وعن خجل بعض الإسرائيليين من أصل مغربي من جذورهم داخل الدولة العبرية قال "أنا على قناعة أن كل مغربي فخور بجدوره، ستجد في بعض البيوت العادية حتى من الجيل الثاني والثالث للهجرة المغربية صورا للملك محمد الخامس والحسن الثاني وللملك الحالي محمد السادس".
واعترف لانكري الذي شغل أيضا منصب سفير إسرائيل في باريس، في حديثه بوجود تمييز داخل الدولة العبرية بين اليهود الأوروبيين وباقي اليهود خصوصا خلال سنوات الخمسينات، وعاد ليؤكد أن اليهود من أًصل مغربي يتشبثون بثقافتهم، وهذا يتجلى بحسبه "في إحيائنا للمناسبات المغربية، على سبيل المثال الميمونة وهو احتفال مغربي معروف، وله علاقة بالثقافة اليهودية المغربية، وطعامنا هو الطعام المغربي، وكل عائلة في إسرائيل تعرف اليوم ما هو المطبخ المغربي".
وتحدث عن وجود "نهضة للثقافة المغربية في إسرائيل"، وتابع "نحن نشعر بالعرفان نحو وطننا الأول المغرب".
وأضاف "نحن نحتفظ في الذاكرة بما قام به الحسن الثاني في قضية السلام بين مصر وإسرائيل، الحسن الثاني كان لاعبا أساسيا في هذه العملية، هو كان يسعى من أجل السلام ولم يذخر جهدا من أجل التوسط بين الطرفين، والتقينا به ثلاثة أشهر بعد وفاته، وكان يقول: ليس مهما التعايش بين المسلمين واليهود في المغرب، المهم هو أن نأخذ هذا التعايش المميز إلى منطقتنا وكان محقا".
المغرب والتطبيع
وأثناء مناقشة موضوع التطبيع بين إسرائيل والدول العربية بما فيها المغرب، عبر لانكري عن يقينه بأنه إن لم يتم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، فإنه لن يكون هناك تطبيع حقيقي، رغم تمكن الدولة العبرية من إحداث اختراق بهذا الخصوص مع عدد من الدول الخليجية.
وأكد أن يتفهم موقف المغرب الرافض للتطبيع وقال "المغرب لن يستطيع أن يطبع، هناك خطوط حمر لا يمكن تجتازها، علينا أن نعلم أن الملك محمد السادس ورث من والده رئاسة لجنة القدس وهذا أمر يلزمه".
واعتبر أن الحديث عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى المغرب أمرا سابقا لأوانه وقال "هذا أمر مبكر على خلفية واقع الجمود التام بيننا وبين السلطة الفلسطينية".
وتحدث عن وجود جو ديمقراطي في المغرب، وقال "هناك دولة تعرف ماهي الديمقراطية وماهي حرية التعبير"، وواصل "في الربيع العربي نجح الملك في السيطرة على بعض الاحتجاجات المتواضعة في المغرب وتبنى دستورا جديدا وفي هذا الدستور رسخ مكانة المرأة".
وزاد "في المغرب يوجد للنساء دور هام، ومن يعرف الواقع يفهم أن هناك تقدما وتطورا ملحوظا، لذلك الملك محبوب جدا من شعبه".