أظهرت النتائج الأولية للبحث الوطني حول الهجرة، أن أكثر من 40% من المهاجرين المغاربة الحاليين يقومون بتحويل الأموال إلى أسرهم في المغرب.
وأوضح البحث الذي أعدته المندوبية السامية للتخطيط أن أربعة من أصل عشرة أشخاص (42.3 %) صرحوا أنهم قاموا بتحويل الأموال إلى أفراد من أسرهم أو إلى أشخاص آخرين في المغرب في الـ 12 شهرا التي سبقت البحث.
وتم نشر النتائج الأولية بعد انتهاء المرحلة الأولى من هذه الدراسة الميدانية التي أنجزت على عينة تضم 15.076 أسرة منهت 8.144 أسرة تضم مهاجرين حاليين، و4.072 أسرة تضم مهاجرين عائدين و 2860 أسرة تضم أشخاصا غير مهاجرين، خلال الفترة بين غشت 2018 ويناير 2019.
وأكد البحث أن نسبة الرجال الذين يقومون بتحويل الأموال إلى وطنهم الأم أعلى بكثير من النساء، حيث تقدر على التوالي بـ 49.4 % و26.7 % وتزداد هذه النسبة مع التقدم في السن، منتقلة من 18.2 % بين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 سنة إلى 63.2 % للذين تفوق أعمارهم 60 سنة.
وتشير الدراسة إلى أن المهاجرين الحاليين المقيمون في الدول الأوروبية حديثة الهجرة الأكثر تحويلا إلى المغرب بنسبة 55.3 % يليهم المهاجرون من الدول العربية 45.5 % والدول الأوروبية التقليدية للهجرة 32 % ودول أمريكا الشمالية 27.1 %.
أما المستفيدون من هذه التحويلات فهم بالدرجة الأولى الوالدين 69.9 % مع امتياز لصالح الأم 38.1 % مقارنة مع الأب 31.8 % يليهم الزوج (ة) 17.5 % ثم أشخاص آخرون في المغرب 9.3 %.
وأفاد 80.3 % من المهاجرين الحاليين أنهم قاموا بتحويل الأموال إلى المغرب أكثر من مرة واحدة في السنة و19.7 % مرة واحدة فقط.
من جهة أخرى أكدت الدراسة أن8 من أصل 10 مهاجرين قرروا العودة إلى بلدهم يقيمون في الوسط الحضري، فحسب نتائج البحث بلغ العدد الإجمالي لهؤلاء المهاجرين العائدين إلى المغرب منذ سنة 2000 حوالي 187566 شخصا، 81.2 % منهم يقيمون في المدن.
وتعتبر ثلاث جهات هي الأكثر جاذبية للمهاجرين العائدين، حيث تستقطب مجتمعة ما يزيد عن النصف 51.6 % مهم. ويتعلق الأمر بجهات الدار البيضاء - سطات بنسبة 21.4 % والرباط سلا القنيطرة بنسبة 15.7 %، وبني ملال-خنيفرة بنسبة 14.5 % وتعرف جهات طنجة تطوان الحسيمة وجهة الشرق ومراكش آسفي وضعية متوسطة، حيث تستقطب كل منها حوالي 10 %.
فيما تشكل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، التي تعتبر كذلك البلدان المستقبلة الرئيسية للمغاربة المقيمين بالخارج، مصادر رئيسية للمهاجرين العائدين بنسبة 32 % و 22.2 % و 19.1 % على التوالي.
إلى ذلك تبرز أوروبا كوجهة أساسية لهجرة المغاربة بنسبة تبلغ 86.4 %، وتأتي فرنسا في المرتبة الأولى بنسبة 31.1 %، متبوعة بإسبانيا بـ 23.4 %، ثم إيطاليا بـ 18.7 %، أما أمريكا الشمالية فتجذب 7.4 %، من المهاجرين الحاليين، والدول العربية 4.2 %.
ويمارس 2 من أصل 3 مهاجر (64 %) نشاطا مهنيا في بلد الاستقبال. وتمثل نسبة الرجال النشطين المشتغلين حوالي 76 %، وهي ضعف النسبة المسجلة لدى النساء (38.2 %). وتختلف هذه النسبة بشكل ملحوظ حسب السن، حيث تنتقل من 37.9 %لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة إلى 79 % لدى البالغين ما بين 40 و 49 سنة. وتجدر الإشارة إلى أن 44.2 % من المهاجرين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة لا زالوا يشتغلون.