ترأس يوم أمس الثلاثاء بواشنطن وزير الخارجية الأمريكي، مايكل بومبيو، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقية والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي المغرب- الولايات المتحدة.
وناقشا بحسب ما جاء في بيان مشترك صدر في ختام الاجتماع، "مجالات التعاون المستقبلي" بين البلدين، وأشار البيان ذاته إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تشيد بـ "الدور الريادي" للملك محمد السادس في إرساء "إصلاحات جريئة وذات حمولة كبيرة على مدى العقدين الماضيين".
وأعرب رئيس الدبلوماسية الأمريكية عن "تقديره للدعم القيم والموصول الذي يقدمه جلالة الملك في القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام في الشرق الأوسط، والاستقرار والتنمية في إفريقيا، وكذلك الأمن الإقليمي".
ومن جهة أخرى أكدت الولايات المتحدة الأمريكية على "مؤهلات المغرب كمنصة وبوابة لعدد متزايد من الشركات الأمريكية العاملة في إفريقيا".
كما نوهت بالتزام المغرب بدعم النمو والتنمية في جميع أنحاء القارة الإفريقية، وعبر وزيري خارجيتي البلدين عن ارتياحهما، لانعقاد الدورة الأولى لمجموعة العمل الخاصة بإفريقيا في إطار الحوار الاستراتيجي المغرب- الولايات المتحدة، "من أجل تعزيز التعاون بشأن مصالحنا المشتركة في إفريقيا" كما تبادلا وجهات النظر حول القضايا الثنائية.
وأضاف المصدر ذاته أن البلدين جددا التزامهما بـ"توطيد الشراكة الاقتصادية وتطوير طرق مبتكرة للاستفادة على نحو أمثل من اتفاق التبادل الحر المبرم بين البلدين، مشيرا الى أن بومبيو وبوريطة ذكرا، في هذا السياق، بالتزامهما بالعلاقات العريقة القائمة بين الولايات المتحدة والمغرب والتي يعود تاريخها إلى معاهدة السلام والصداقة المبرمة سنة 1787.
يذكر أنه منذ القرار الذي تم اتخاذه في شهر شتنبر من سنة 2018، بإعادة إطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين، عقد المغرب والولايات المتحدة الأمريكية اجتماعا لمجموعة الأمن يوم 3 يوليوز في واشنطن برئاسة المنسق الأمريكي لمكافحة الإرهاب، السفير ناثان أ. سيلز، ومدير قسم الشؤون العامة بوزارة الخارجية المغربية إسماعيل شكري.
وقبل خمسة أشهر ترأس محسن الجزولي الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية، المكلف بالشؤون الإفريقية، وتيبور ناجي مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الافريقية، اجتماعا في إطار الدورة الأولى للمجموعة الإفريقية للحوار الاستراتيجي.
ونوه بوريطة وبومبيو، في ختام هذه الدورة التي انعقدت بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، بإجراء المناورات العسكرية المشتركة "الأسد الإفريقي" و"لايتنين هاندشايك" و"إيبيك غوارديان"، كما "ناقشا سبل تعزيز التعاون العسكري المتميز على مستوى السياسات الاستراتيجية".
واتفقا "على مواصلة تعاونهما لتعزيز المصالح المشتركة المرتبطة بالاستقرار الإقليمي ومكافحة الجماعات الإرهابية، لاسيما "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم داعش".
وأعرب رئيس الديبلوماسية الأمريكية عن شكره للمملكة، "الشريك الثابت والمشيع للأمن"، لريادتها على رأس المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب و لـ"دورها المحوري في التحالف العالمي لهزيمة داعش".
وناقش وزيرا خارجيتي البلدين أيضا، "الجهود المشتركة المبذولة لمحاربة الإرهاب في إفريقيا، وضمان هزيمة دائمة لـ"داعش"، من خلال تعزيز قدرة المصالح الأمنية في المنطقة، لاسيما عبر أرضية مشتركة للتعاون في المجال الأمني".
كما أكد البلدين على "الخطر الذي تمثله إيران وأتباعها"، وعلى سبل احتواء هذا التأثير على مستوى شمال إفريقيا وغربها.
وأشار البيان إلى أن الجانبين بحثا "جهود التعاون الرامية إلى التصدي لمحاولات تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، بما في ذلك بشمال وغرب إفريقيا".
ورغم أن قضية الصحراء تشكل أولوية بالنسبة للدبلوماسية المغربية، إلا أن البيان الختامي لم يشر إليها، علما أنها توجد على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، حيث من المنتظر أن يتم إصدار قرار جديد بخصوصها متم الشهر الجاري.