القائمة

أخبار

دياسبو #114: رشيد عمامو.. مغربي قرر الاتجاه جنوبا والاستثمار في أنغولا

يعيش رشيد عمامو، وهو فرنسي من أصل مغربي يبلغ من العمر 40 سنة في أنغولا منذ حوالي 20 سنة، وأسس بهذا البلد الإفريقي شركة تعمل في مجال البناء والاشغال العمومية.

نشر
رشيد عمامو
مدة القراءة: 3'

انتقل الفرنسي من أصل مغربي رشيد عمامو، إلى لواندا عاصمة أنغولا التي تقع في جنوب غرب إفريقيا، في يونيو من سنة 2001 رفقة زوجته وطفله من أجل العمل في شركة أسرة زوجته.

وقبل استقراره بأنغولا، كان رشيد يعيش بمدينة أويونا الفرنسية، التي تلقى تعليمه بها في مجال الهندسة المدنية ثم في شعبة البناء والاشغال العمومية، وبعد حصوله على الشهادة التي تخوله العمل في هذا المجال، سنحت له فرصة للعمل في شركة أب زوجته بأنغولا وهو في سن 21.

وفي تصريح لموقع يابلادي قال رشيد "أم أبنائي من سويرا، واجدادها كانوا أطباء انتقلوا إلى أنغولا سنة 1942، في إطار مهمة من أجل معالجة الأشخاص المصابين بداء السل ومرض الجذام" وأضاف أنه بعد استقراره بأنغولا لمدة سنتين قرر الانسحاب من شركة أسرة زوجته لأن "العمل مع عائلة الزوجة ليس أمرا سهلا".  

وفي سنة 2004، انضم المغربي رشيد إلى مجموعة "ديت نورسك فيريتاس" وهي شركة نرويجية، متخصصة في إدارة المخاطر، وقال "اشتغلت داخل الشركة كرئيس قسم لمدة خمس سنوات، ثم عدت إلى الدراسة من أجل متابعة تعليمي في مجال هندسة الميكانيكا الإنشائية"، وبعد حصوله على الشهادة وولوجه ميدان العمل وإدارة مشاريع في ماليزيا والنرويج وجنوب إفريقيا، قرر العودة إلى أنغولا.

وفي سنة 2010، قام بإنشاء شركة خاصة في مجال الهندسة المدنية، متخصصة في البناء، أطلق عليها اسم " Myrapr Soluções Lda"، إلا أن هذا التحول من موظف في شركة إلى صاحب مشروع لم يكن بالأمر السهل بالنسبة له، حيث قال "في البداية، كان الامر غريبا بالنسبة لي. كان يتوجب علي أن أثبت اسمي واسم الشركة في سوق الشغل وأيضا إقناع العملاء بأننا قادرون على تزويدهم بما يحتاجون إليه، وضمان حصولهم على خدمة جيدة".

ويتذكر رشيد اختياره العيش بأنغولا قائلا "وصلت إلى أنغولا خلال السنة الأخيرة من الحرب الأهلية (1975-2002) كان البلد مدمرا، وكان بحاجة لإعادة بنائه من جديد. بالرغم من أن الإمكانيات كانت محدودة إلا أن العزيمة كانت أكبر، وبفضلها تمكنت من القيام بالكثير من الأشياء".

ورغم إتقان رشيد لعدة لغات إلا أنه أصر على تعلم اللغة البرتغالية التي يتكلمها الأنغوليون، وقال "أتحدث اللغة الفرنسية والاسبانية، وهذا ساعدني على تعلم اللغة البرتغالية، تمكنت من إتقانها في ظرف ثلاثة أشهر وأصبحت أتكلمها بطلاقة" وأضاف "عندما تكون لديك خلفية مهاجرة، من السهل أن تضيف لغة جديدة إلى قاموسك".

وفي حديثه عن اللغة البرتغالية قال رشيد "عند ذهابك إلى اسبانيا يمكنك التحدث باللغة الإسبانية التي تعلمتها في فرنسا، إلا أنه في بعض المناطق الاسبانية لن تفهم شيئا على الاطلاق، لكن إذا ذهبت إلى المكسيك، فهناك لغة إسبانية بسيطة وسهلة سواء في الاستماع أو التعلم" وأضاف أن الامر يشبه تماما اللغة البرتغالية "في البرتغال معقدة للغاية، خاصة عندما تذهب إلى الشمال. بينما عندما تذهب إلى أنغولا، فإن الأمر يشبه المكسيك تمامًا، لكونها لغة أكثر سلاسة ومرونة، والاستماع إليها أسهل بكثير من البرتغال".

ورغم أنه تمكن من إتقان اللغة واندمج في المجتمع الأنغولي، إلا أنه واجه بض الصعوبات، حيث قال "عند وصولي كنت أبلغ من العمر 21 سنة، ووجدت نفسي مضطرا لتسيير فريق من 150 شخصًا وهو أمر صعب، لكن سمحت لي هذه التجربة بالاندماج بسهولة".

وبالإضافة إلى عمله في شركته الخاصة بالبناء، يقوم المغربي رشيد عمامو أيضا باستيراد قطع صناعية خاصة بالبتروكيماويات. ونظرا لشغفه بالغوص وصيد الأسماك، يبدي رشيدا اهتماما أيضا بالشركات المحلية المتخصصة في الصيد، ويرى أن "المغرب يشبه أنغولا في مجال الصيد البحري لأن تقنيات الصيد هي نفسها" وأشار إلى أنه مهتم للغاية بالتعاون الثنائي بين بلده الأصلي وبلد الإقامة. 

وأشاد في حديثه ليابلادي بتحسن العلاقات بين المغرب وأنغولا، حيث يرى أن التقارب السياسي يمكن أن يكون بداية لتعاون اقتصادي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال