على عكس وسائل الإعلام الجزائرية، اهتمت وسائل إعلام دولية بحديث الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري عمار سعداني، عن دعمه لمغربية الصحراء، وانتقاده لصرف أموال طائلة من قبل الدولة الجزائرية على جبهة البوليساريو.
ونشرت صحيفة "القدس العربي" التي تصدر من لندن، مقالا عنونته بـ "الجزائر.. الأمين الأسبق لجبهة التحرير: الصحراء مغربية ومدننا أولى بالمال من البوليساريو"، فيما كتب موقع قناة "روسيا اليوم" مقالا بعنوان "الأمين العام الأسبق لـ"جبهة التحرير الجزائرية": البوليساريو تبدد أموال الجزائر والصحراء أرض مغربية".
وتحدث مواقع دولية أخرى عن الموضوع، منها صحيفة "رأي اليوم" التي تصدر من لندن ويديرها الصحافي الفلسطيني عبد الباري عطوان، وكذا موقع "أصوات مغاربية" التابع لشبكة الشرق الأوسط للإرسال MBN، التي يمولها الكونغرس الأميركي...
وفي الجزائر تجنبت كبريات صحف البلاد المعروفة بقربها من دوائر صنع القرار، الإشارة إلى تصريحات سعداني حول الصحراء، كما هو الحال مع يومية البلاد، فيما اختارت يومية "الشروق" التطرق لتصريحات سعداني، لكن دون الإشارة إلى موقفه من الصحراء، أما يومية النهار فقد اكتفت بإشارة مقتضبة لتصريحاته بخصوص الصحراء.
بالمقابل كان تناول وسائل الاعلام التابعة لجبه البوليساريو، مختلفا لتصريحات سعداني، ففي الوقت الذي فضلت فيه "وكالة الأنباء الرسمية" للجبهة عدم تناول الخبر، قال موقع "المستقبل الصحراوي"، في مقال عنونه بـ"سعيداني يصدم الشعب الصحراوي ويعلن تأييده الصريح للاحتلال المغربي، أن الأمين العام الأسبق للحزب الحاكم في الجزائر منذ الاستقلال أعلن "تأييده الصريح للاحتلال المغربي للصحراء الغربية، في موقف متناقض مع موقف الدولة الجزائرية المؤيد لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال".
وكان رد موقع "الضمير" أكثر حدة، ووصف سعداني بأنه "عميل" للمغرب وقال، إن "رئيس المجلس الشعبي الجزائري الأسبق، والامين العام الاسبق لحزب جبهة التحرير الجزائر عمار سعيداني جدد موقفه المعادي للقضية الصحراوية".
وأضاف أن سعداني "يتبنى بشكل فج الطرح المغربي ويعتبر الصحراء مغربية"، وتابع "العميل المغربي لا يقف عند هذا الحد بل يتهم قادة جبهة البوليساريو بـ"تبديد الأموال" التي يحصلون عليها عبر المساعدات الجزائرية على فنادق الخمس نجوم".
يذكر أن سعداني كان قد قال في حوار نشره موقع "كل شيء عن الجزائر" يوم أمس الخميس "في الحقيقة، أعتبر من الناحية التاريخية، أن الصحراء مغربية وليست شيء آخر، واقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين".
وأضاف أن "موضوع الصحراء يجب أن ينتهي وتفتح الحدود وتُسوى العلاقات بين الجزائر والمغرب لأن الأموال التي تُدفع لمنظمة البوليزاريو، والتي يَتجَوّل بها أصحابها في الفنادق الضخمة منذ 50 عامًا، فإن سوق أهراس والبيض وتمنراست وغيرها، أولى بها. هذا هو موقفي سواء أغضب البعض أو لم يعجب البعض الآخر".