مزوار يقدم استقالته من رئاسة "الباطرونا" بسبب تصريحاته عن الجزائر

قدم صلاح الدين مزوار، استقالته من رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، اليوم الأحد، مباشرة بعد بلاغ شديد اللهجة من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، انتقدت فيه حديثه عن الوضع الداخلي في الجزائر.

وقال مزوار الذي انتخب على رأس الباطرونا خلال شهر ماي من السنة الماضية خلفا لمريم بنصالح، إن استقالته تأتي لأسباب شخصية، دون أن يشير إلى بلاغ وزارة الخارجية.

وجاء في بلاغ الخارجية أنها تشجب التصرف "غير المسؤول والأرعن والمتهور للسيد صلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي اعتقد أنه يتعين عليه التعليق على الوضع الداخلي بالجزائر خلال مؤتمر دولي منعقد بمراكش".

وأوضحت الوزارة، أن هذا التصريح أثار تساؤلات على مستوى الطبقة السياسية والرأي العام بخصوص توقيته ودوافعه الحقيقية.

وأبرز المصدر ذاته أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب "لا يمكنه الحلول محل حكومة جلالة الملك في اتخاذ مواقف حول القضايا الدولية ولاسيما التطورات في هذا البلد الجار"، مضيفا أن موقف المملكة المغربية بهذا الخصوص "واضح وثابت".

وخلص البلاغ إلى أنه "والواقع، أن المملكة المغربية و بنهج عدم التدخل إزاء التطورات بالجزائر. إن المغرب يمتنع عن أي تعليق بهذا الخصوص. فهو ليس له أن يتدخل في التطورات الداخلية التي يشهدها هذا البلد الجار، ولا أن يعلق عليها بأي شكل كان".

وسبق لناصر بوريطة أن أكد خلال منتصف شهر مارس الماضي أن المملكة قررت "الحفاظ على موقف عدم التدخل في التطورات الأخيرة في الجزائر، وامتنعت عن التعليق على هذه القضية".

وعبر بوريطة في حينه عن رفض المغرب "بقوة الادعاء الخاطئ بالتنسيق مع البلدان الأخرى، ولا سيما فرنسا، بشأن الأحداث في الجزائر"، وأكد أن المملكة "لم تجر أي اتصال مع فرنسا أو أي دولة أخرى في أوروبا أو في أي مكان آخر حول هذا الموضوع".

وكان صلاح الدين مزوار قد قال خلال حضوره أشغال الدورة الثانية عشر لمؤتمر السياسة العالمية، الذي افتتحت فعالياته يوم أمس السبت في مدينة مراكش إن الحراك الجزائري "يبعث على الأمل" ودعا الجيش الجزائري إلى "قبول مشاركته السلطة".