بعد يومين من اندلاع الحرب العالمية الثانية، أصدر السلطان محمد الخامس في 3 شتنبر 1939، ظهيرا ملكيا، تمت تلاوته في المساجد، دعا فيه المغاربة إلى الدفاع عن فرنسا في المعارك التي ستخوضها إلى جانب الحلفاء ضد القوات النازية والفاشية.
ونتيجة لذلك، توجه الجنود المغاربة أو الكوم كما يطلق عليهم، من أجل القتال إلى جانب فرنسا وقوات الحلفاء، حيث يقدر عددهم بحوالي 85 ألف جندي.
وكان الجنود المغاربة يعرفون بمهارتهم وشجاعتهم في الحرب، وقاتلوا في جبهات مختلفة إلى جانب الحلفاء، جنبا إلى جنب مع الجيش الفرنسي ضد إيطاليا وألمانيا وتمكنوا من تحرير عدة مناطق من فرنسا، ولا زالت ذكراهم تخلد إلى اليوم.
ويعتبر المقاتلون المغربية، الوحيدون ضمن قوات الحلفاء الذين سمح لهم باصطحاب النساء معهم إلى إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية.
ولم تتخذ السلطات الفرنسية هذا القرار لمكافأتهم على شجاعتهم في ساحات المعركة، وإنما لتجاوز "مشكل كبير" حيث وجهت لعدد من الجنود المغاربة تهم تتعلق باعتداءات جنسية واغتصابات جماعية لأطفال ونساء ورجال إيطاليين، فقد ذكر مايكل كلودفيلتير في كتابه المعنون بـ "الحرب والصراعات المسلحة: موسوعة إحصائية عن الإصابات وأرقام أخرى" أن الكوم قاموا بـ "اغتصاب العديد من النساء الإيطاليات" خلال فترة الحرب في إيطاليا.
ويشير الكتاب إلى أن بعض المؤرخين، يؤكدون أن سماح السلطات الفرنسية للجنود المغاربة باصطحاب النساء إلى ساحات المعارك، كان بمثابة عقاب لهم حيث أنهم "على امتداد مخيماتهم من تونس إلى كورسيكا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، وآخرها النمسا، اكتسب الكوم سمعة سيئة بسبب مظهرهم الوحشي، وكذا لأعمالهم التي اتسمت بعدم الانضباط والشفافية" في إشارة إلى الاغتصابات في إيطاليا.
وحاولت السلطات الفرنسية التي كانت تسيطر على المغرب آنذاك، إيجاد حل لما كان يحكى حول الجنود المغاربة من "اغتصابهم لنساء إيطاليات".
وجاء في مقال معنون بـ "الكوم المغاربة: الأصل والتاريخ" منشور في منصة "ukessays" أنه "في الوقت الذي انغمس فيه الجنود المغاربة في الاغتصاب والسرقة والنهب والقتل" اضطر قائد الفرقة الأمريكية الخامسة "الذي كان الكوم تحت إمرته" إلى التفكير في "خطوة وقائية".
وبعد ثبوت الأفعال المنسوبة إليهم، أصدرت المحكمة الفرنسية العسكرية أحكامها وتـنوعت العقوبات بين الاعـدام والاعمال الشـاقـة، و"قرر الجيش الفرنسي إحضار نساء أمازيغيات إلى إيطاليا بمساعدة البحرية الأمريكية" لمنع حدوث هذه التصرفات مرة أخرى، ما جعل هؤلاء المغاربة هم "الجنود الوحيدين في الحرب العالمية الثانية الذين اصطحبوا نساء معهم".
من جانبه ذكر الكاتب الأمريكي إدوارد بيمبرغ في كتابه "الكوم المغاربة: القبائل المحاربون في الحرب العصرية" الذي صدر سنة 1999، أن السلطات الفرنسية كانت تسعى إلى حل المشكل "بجلبها نساء أمازيغيات للعمل في المعسكرات ".
وبالرغم من أن هذا القرار كان استثنائيا، إلا أنه حقق نتائج إيجابية، فوفقًا لما جاء في مقال "المغاربة: الأصل والتاريخ"، فقد كان من "المدهش أن هذه السياسة ساعدت في قمع الاغتصاب والنهب ولكن العار لم يختف".