علق معهد غوته الألماني البرنامج الدولي للمنح الدراسية لتعلم اللغة الألمانية داخل ألمانيا، الذي يديره بشراكة مع مجموعة من المدارس الأخرى، وذلك بعدما رفض "ثلاثة من الشباب المغاربة الأربعة عشر الذين تم اختيارهم وإرسالهم لدورات تعلم اللغة في ألمانيا سنة 2019، العودة إلى المغرب"، حسب تصريح لمديرة معهد غوتة، سوزان ماروكو لموقع لـ يابلادي.
وأوضحت مديرة المعهد أن "البرنامج سيستمر [في المغرب] لكن دون إمكانية الحصول على دورات في ألمانيا" مشيرة إلى أن المعهد يبحث "عن إمكانيات وطرق من شأنها منع الطلاب المستفيدين من خرق القوانين التي تفرضها هذه المنحة".
وفي هذا الصدد، قالت سوزان ماروكو "ستتم مراجعة معايير الاختيار"، مشيرة إلى أن هناك احتمال "يتمثل في عدم اختيار الطلاب الذين وصلوا إلى مرحلة البلوغ في هذا البرنامج"، وأوضحت أن البرنامج في الأساس يعتمد في اختيار المستفيدين "على نتائج اختبارات الكفاءة اللغوية"، والتي يمكن بدورها أن تتغير أيضا في المستقبل.
وسبق لمعهد غوتة الألماني أن لجأ لاتخاذ مثل هاته التدابير سنة 2010، عندما قرر طلاب من أفغانستان الاستقرار بألمانيا، وعدم العودة إلى ديارهم بعد إتمام فترة الدراسة المحددة، مما دفع المعهد الألماني لوقف الدورات الي يتم تحديدها بألمانيا لفترة مؤقتة والاكتفاء فقط بالدورات التي يقدمها داخل أفغانستان، وتم بعدها توقيع اتفاقية أخرى بين البلدين، لكن وفق شروط جديدة.
ولمحت مديرة المعهد الألماني لإمكانية استمرار البرنامج في المغرب وقالت في تصريحها لموقع يابلادي "سنبحث سبل متابعة الدورات التكوينية في المغرب بالنسبة للسنة الدراسية 2020/2021". ولدى المعهد الألماني شراكات مع خمسة مدارس في المملكة، تتواجد في كل من الدار البيضاء والرباط وسطات والقنيطرة وفاس.
ويذكر أنه تم إطلاق برنامج المنح الدراسية PASCH في فبراير سنة 2008 من طرف وزارة الخارجية الألمانية وأطلقت عليه اسم مبادرة "المدارس: شركاء المستقبل"، بالتعاون مع الإدارة المركزية للمدارس الألمانية بالخارج ومعهد غوته والهيئة الألمانية للتبادل العلمي وهيئة التبادل التربوي، حيث تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز وتوثيق أواصر شبكة عالمية تضم حوالي 1500 مدرسة شريكة تتمتع بارتباط خاص بألمانيا.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية فقد حصل حوالي 190 شخصاً على منح دراسية منذ تأسيس البرنامج في عام 2008. وذكرت وزارة الخارجية أن عدداً قليلاً من الحالات الفردية المعروفة لأشخاص لم يرغبوا بالعودة إلى بلادهم.