القائمة

أخبار

لماذا يقوم رخوي بأول زيارة له للمغرب بالذات ؟

من المرتقب أن يحل مريانو رخوي ضيفا على المغرب يوم الأربعاء المقبل في أول زيارة رسمية له بالخارج، ليتم أخيرا احترام العادة والمراسيم المتبعة، بعد الكثير من الشكوك، لكن هذه الزيارة تعد فرصة ذهبية أمام المغرب لكي يسجل بعض النقاط على حساب جاره المحموم، إذ يقتضي تبني اتفاقية صيد جديدة العديد من التنازلات من جهة الجارة اسبانيا، ليس فقط فيما يتعلق بقطاع الفلاحة بل كذلك فيما يخص الصحراء.

نشر
مريانو راخوي عالق بعد فسخ اتفاقية الصيد
مدة القراءة: 3'

مرحبا في العالم السياسة الحقيقي! فهل يمكن القول بأن العدو القديم للمغرب في طريقه للاستسلام ؟  فمريانو رخوي لم يكن يتوقع احترام العادة أو البروتوكول الرسمي خلال أول زيارة رسمية له للمغرب بصفته رئيس الحكومة الاسبانية، وأصبح مؤكدا اليوم أنه سيزور المغرب يوم الأربعاء 18 يناير... في أول سفر رسمي له خارج اسبانيا، فرئيس الحكومة الجديد سيمثل اسبانيا خلال زيارته التي لا تتجاوز يوما واحدا، إذ سيقابل نظيره المغربي، عبد الإله بنكيران، ومن المحتمل أن يقابل الملك محمد السادس أيضا.  

فزعيم الإشتراكيين الإسبان والمؤيد لجبهة البوليزاريو الذي كان وراء إدانة المغرب أمام البرلمان الأوربي على خلفية أحداث مخيم اكديم ايزيك سنة 2010، خلال حملته الانتخابية، وها هو يجد نفسه اليوم مجبرا على زيارة المغرب و احتساء الشاي المغربي للحفاظ على السلم داخل بلده. فبعد فسخ اتفاقية الصيد التي تربطه بالمغرب، منح الاتحاد الأوربي المغرب فرصة ذهبية لتخفيض حرارة الجارة اسبانيا، إذ أن مملكة جون كارلوس الحاصلة على 100 رخصة صيد من بين 120 رخصة داخل الاتحاد الأوربي هي المستفيد الرئيسي من هذه الاتفاقية.

فمنذ الرابع عشر من دجنبر المنصرم، تاريخ الفيتو الذي استعمله البرلمانيون الأوربيون، أصبح أزيد من 600 منصب عمل مهددا بالإنقراض، أما الخسائر فقد تصل إلى ملايين اليوروهات، لهذا نجد أن اسبانيا تضغط على الإتحاد من أجل " التفاوض حول اتفاقية جديدة في أسرع ما يمكن " وتحاول وضع جارها المغرب نصب عينيها، ونجد أن رخوي قد عاد لرشده و قرر دخول المغرب برجله اليمنى لكي يتم السماح من جديد لصياديه باستنزاف الثروات البحرية المغربية.

فرصة من ذهب أمام المغرب

في نفس الوقت، تنتقد حكومته الكمية الهائلة من صادرات الطماطم المغربية نحو دول الإتحاد الأوربي و السبب في ذاك هو كون الفلاحين الإسبان أصبحوا يعانون جراء غزو الطماطم المغربية للسوق الأوربية، إذ نجد أن حكومة مدريد تعمل بكل بما أتاها الله من قوة لكي تحبط اتفاقية الفلاحة مع المغرب، وهذه خطوة انتهازية تستهدف السلطات المغربية بصفة مباشرة، لكن، هل ستكون لديهم الشجاعة الكافية  لمصارحة صديقهم الجديد، في الوقت الذي تبقى فيه الكرة في ملعب بنكيران، ذلك إن كان يتوفر على الصلاحيات الكافية لذلك بطبيعة الحال؟ فمجرد قول "نعم" للصيد من جهة المغرب يستلزم بالضرورة قول "نعم" للفلاحة من جهة اسبانيا، بالإضافة إلى أن حسن الجوار سيكون هو المكسب الكبير للجانبين.

و أمام الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها الجارة اسبانيا فرخوي يتوق إلى توقيع اتفاقية صيد جديدة، يجد المغرب نفسه أمام فرصة من ذهب لكي يؤثر على موقف زعماء الحزب الشعبي الإسباني حول الصحراء، فالحزب الشعبي المؤيد للبوليساريو يتحدث دائما على " حق تقرير المصير"، وتبقى مسالة التزام بعض الاشتراكيين الحياد في نظر حكومة ثاباتيرو الاشتراكية بمثابة ربح كبير للمغرب، مادامت الحكومة المغرية تتظاهر، باسم حسن الجوار،  بنسيان مسألة أخرى أكثر حساسية وهي الاحتلال الإسباني لسبتة و مليلية.