نشر "مختبر حضور الأقليات في وسائل الإعلام" يوم 3 شتنبر الجاري تقريرا، تحت عنوان "2018 تغطية صحيفة للأميركيين من أصل إفريقي وأسيوي، واللاتينيين واليهود والمسلمين"، سلط فيه الضوء على الطريقة التي يروج بها الاعلام الأمريكي لأربع مجموعات من الأقليات في الولايات المتحدة الامريكية.
وقام الباحثون بتحليل 26626 مقالا صدرت كلها سنة 2018، من قبل أربع وسائل إعلامية أمريكية، وهي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، و"وول سترييت"، و"يو إس إي توداي"، تتحدث عن الأمريكيين من أصل إفريقي وآسيوي، واللاتينيين، واليهود والمسلمين. قال إيريك بليش، مدير المختبر إن المقارنة بين التغطية الإعلامية لأخبار هاته الأقليات خلصت إلى إنه "ينظر إلى المسلمين بصورة دنيوية مقارنة مع المجموعات الأخرى "
وتمت تغطية أحداث المسلمين أو الدين الإسلامي في حولي 9000 مقالا، أي ثلث المقالات التي تم تحليلها في المجموع، وذكرت فيها كلمة إسلام أو مسلم ثلاث مرات على الأقل في المقال الواحد، فيما تم تخصيص حوالي 6500 مقالا لتغطية أخبار الأمريكيين من أصل إفريقي، و6000 مقالا لليهود، وقام الباحثون بتحليل مدى إيجابية وسلبية كل مقال في الصحف المذكورة أعلاه، ثم قارنوا متوسط النتيجة لكل مجموعة.
وتشير الدراسة إلى أن عدد هاته المقالات يبقى قليلا مقارنة بسنة 2015 و2016 و2017، ورجحت السبب إلى الاحداث التي شهدها العالم خلال هاته السنوات، مثل هجمات باريس الإرهابية سنة 2015، وأيضا تفاقم أزمة تدفق اللاجئين السوريين، مؤكدة أن عدد المقالات الشهرية في سنة 2018 تراوح بين 885 التي تم تسجيلها في أبريل كحد أقصى و621 في شتنبر كحد أدنى.
ووضع الباحثون تنقيطا لكل أقلية مشيرين إلى أن الأقلية الحاصلة على تنقيط أكبر من 0.5هي التي كانت تغطية أخبارها إيجابية، بينما التي حصلت على أقل من ذلك فقد كانت تغطيتها سلبية، وحصل المسلمون على -0.7، ويرى مدير المختبر بليش أن النتيجة "لافتة للنظر".
وأشارت الدراسة إلى أن 92 في المائة من المقالات التي تم نشرها سنة 2018 عن المسلمين، كانت تدور أحداثها في بلدان أخرى خارج الولايات المتحدة الامريكية، مقارنة بـ 78 في المائة من المقالات التي تطرقت لمواضيع حول اليهود، وأيضا 70 في المائة من المقالات حول الأمريكيين من أصل إفريقي أو آسيوي أو اللاتنيين، وأضافت "عندما تغطي الصحف الأمريكية ما يتم تناوله خترج البلاد، فإنها تميل إلى الاهتمام بالأزمات والعنف أكثر من اهتمامها بالقصص الإيجابية ".
وأوضح الباحثون أن الأمر يتعلق أيضا بنوعية الأخبار التي يتم تغطيتها، حيث ان المواضيع التي تتعلق بالثقافة أو التعليم تكون أكثر إيجابية، فيما تلك التي تتحدث عن السياسة أو القانون أو النظام فتكون في أغلبها ذات طابع سلبي.
وأضافت الدراسة أنه "من خلال إعطاء أهمية أقل للجوانب الأخرى من حياة المسلمين كالتي يتقاسمونها مع المجموعات الاخرى- الثقافة والتعليم والسياسة الداخلية -يكون صعبا على القراء رؤية المسلمين كجزء من المجتمع الأمريكي".
ووجد الباحثون أيضًا أن 2 في المائة فقط من المقالات التي تتحدث عن المسلمين، تطرقت لمواضيع حول كراهية الإسلام أو المشاعر المعادية للمسلمين و 3 في المائة من المقالات تحدثت عن جرائم الكراهية ضد المسلمين، في المقابل، خصصت حوالي 17 في المائة من المقالات لمعاداة السامية.
وقال مدير المختبر بليش "لطالما اعتدنا في الولايات المتحدة، على الحديث عن معاداة السامية، إنه جزء من الحوار الوطني، لكن مصطلح رهاب الإسلام، مصطلح جديد أصبح أكثر إثارة للجدل من الناحية السياسية".
وخلصت الدراسة على أن جزء كبيرا من الصورة السلبية التي يتم رسمها عن المسلمين، يتم الترويج لها باسم الإسلام، مشيرة إلى أنه في بعض الأحيان يتم تفادي ذكر كلمة إسلام أو مسلمين وتعويضها أو استبدالها بكلمة "داعش" أو "الدولة الاسلامية".