تسببت الأمطار الغزيرة التي عرفها دوار تيزرت، جماعة إيمي نتيارت (دائرة إيغرن) يوم أمس الأربعاء 28 غشت في حدوث فيضانات نجم عنها وفاة شاب يبلغ من العمر 17 سنة و6 مسنين، كانوا يتابعون مقابلة في كرة القدم، بين فريق ينتمي إلى الدوار وفريق دوار مجاور في إطار دوري محلي لدواوير الجماعة، إلى أن تحولت الفرجة إلى فاجعة، فيما لازالت عمليات البحث جارية عن مفقودين محتملين.
وأشارت السلطات المحلية لإقليم تارودانت إلى أنه تم العثور أيضا على شخص مسن مصاب بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقله إلى مستشفى بلدية إيغرن لتلقي الإسعافات الضرورية، مضيفة أن الأبحاث مستمرة عن شخص واحد يعتبر في عداد المفقودين .
وفي اتصال مع موقع يابلادي، حكى أحد الناجين والمشاركين في تلك المباراة يدعى سعيد العطار، أنه كان يستعد "لبدء المباراة وفجأة ظهرت الفيضانات". وأضاف "حاولت أنا وبعض الأشخاص الهرب والنجاة بحياتنا، لكن بعد ذلك رأيت والدي، كان هو الآخر جالسًا على منصة ملعب كرة القدم برفقة الجمهور الآخرين وذهبت لإنقاذه".
واسترسل الناجي قائلا، "لم نكن نتوقع حدوث كل هذا، لأن الأمطار لم تكن غزيرة، لدرجة أن تتسبب في فيضان" وأضاف "لو كنا نعلم ذلك لكنا أجلنا اللعب لوقت آخر".
ويتذكر العطار في حديثه لموقع يابلادي، "بعد أن تمكنت من إنقاذ أبي، حاولت إنقاذ رجل كبير كان عالقًا هناك أيضًا. لكنني وجدت نفسي محاطًا بالمياه وانهارت حينها المنصة ولم أتمكن من فعل ذلك"، حيث تمكن العطار هو وثمانية أشخاص آخرين من النجاة، إلا أنه تعرض للبعض الجروح على مستوى الساق، وقال إنه "لا يوجد أي مستشفى هنا لأخضع لأي فحص"، فيما القي سبعة أشخاص آخرين مصرعهم، وتم انتشال جثثهم وهم الآن داخل المسجد تحضيرا لمراسم الدفن.
وبالنسبة للرجل العجوز الذي لم يتمكن من إنقاذه، قال العطار، إنه رجل مسن في 70 من عمره، لازال مفقودا لحد الساعة، بالإضافة إلى 22 شخصًا على الأقل في عداد المفقودين، وخلص حديثه متأسفا "إن هاته الفاجعة هي الأول من نوعها في هذه القرية، كما لم يسبق لملعب كرة القدم الذي تم بناءه من طرف جمعية محلية، أن تعرض ولا مرة لمثل هذه الفيضانات".
من جهته قال جمال لطفي، ناشط في إحدى الجمعيات المحلية بـ 'نيداو إينيضيف"، في تصريح لموقع يابلادي، إنه حل بتيزيرت بعد وقوع المأساة، وأوضح قائلا "يتساءل الكثير عن سبب بناء الملعب بالقرب من النهر، لكن يمكنني أن أؤكد لكم أنه تم بناءه مند سنين. أنا الآن في الثامنة والثلاثين من عمري وكنت ألعب كرة القدم هناك مع أشخاص من المنطقة أيضا منذ سنوات"، وأكد أن مكان الملعب، لم يكن اختياري، "بل لأنه لا يوجد مكان بديل للقيام بذلك"،
وأشار إلى أنه تم إبلاغ الأشخاص الذين كانوا وسط الملعب، قبل دقائق من وقوع المأساة بأن "هناك فيضانات مفاجئة قادمة، لكنهم اعتقدوا أنها لن تصل لهم، وفي غضون ثلاث دقائق فقط، انهار كل شيء"، مشيرا إلى أنه سبق أن وقعت فيضانات في المنطقة ولكن ليس بذلك القدر.
وفي تصريح آخر، قال عبد الله لغويش، صحافي محلي في تارودانت بريس، إن "سكان المنطقة في صدمة الآن"، وأكد الصحافي بدوره انها المرة الأولى التي يتعرض فيها الدوار لمثل هذا الحادث، وأضاف "حلت السلطات المحلية يوم أمس بالقرية وقضت الليل كله وهي تحاول إنقاد الضحايا، وتمكنوا بعدها من إنقاذ بعض الضحايا فيما لازالت عمليات البحث جارية للعثور على المفقودين الآخرين" وأشار إلى أن الأشخاص الذين يجيدون السباحة فقط هم من تمكنوا من إنقاذ أنفسهم لكن كبار السن لم يتمكنوا من ذلك.
ويذكر أنه تم فتح تحقيق من طرف السلطات المختصة تحت إشراف النيابة العامة حول ظروف وملابسات هذا الحادث لتحديد المسؤوليات.