ولد معاد أمنتاك البالغ من العمر 25 سنة في إمنتانوت، وهي مدينة تنتمي لإقليم شيشاوة، وسط عائلة متوسطة الحال، تتكون من أب وأم وسبعة إخوان، و عند بلوغه سن 15 انتقل إلى أكادير من أجل متابعة تعليمه الإعدادي والثانوي، ثم بعد ذلك توجه إلى مراكش لمتابعته دراسته في مؤسسة للتكوين المهني وإنعاش الشغل تخصص كهروميكانيك.
وفي سنة 2015، قرر معاد تغيير مساره الدراسي، وولوج عالم الجرافيك أو ما يعرف أيضا بفن الاتصالات البصرية، في مدرسة خاصة في المدينة الحمراء. وفي تصريح لموقع يابلادي أكد معاد أنه اختار هذه المغامرة "للتعبير عن شخصيتي، وتفريغ أفكاري في تصاميمي"، موضحا أنه كان يتلقى تدريبا ذاتيا في هذا المجال قبل أن يتلقى دروسا فعلية في المدرسة، من خلال مشاهدته فيديوهات على اليوتيوب.
ويقول معاد إن عشقه لهذا المجال، هو الذي دفعه إلى تسجيله بالمدرسة التي تخوله الحصول على دبلوم، يمكنه من ولوج سوق الشغل. وبعد حصوله على شهادته كمصمم جرافيك، قام بعدة تدريبات في المجال لمدة سنتين، وهو ما مكنه من اكتساب خبرة أكثر في المجال، ليحصل بذلك على عمل مستقر سنة 2017.
وبالموازاة مع عمله، يقوم معاد بتصميم عدة صور ثلاثية الأبعاد، ويشاركها على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي. ويؤكد هذا الشاب المغربي المبدع، أنه يصمم "صورا ثلاثية الأبعاد، أعبر من خلالها عن آرائي، في مجموعة من القضايا التي يعاني منها المجتمع المغربي"، وأضاف "كما أنني أحاول معالجة عدة قضايا رأي عام أصبحت مؤخرا تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بطريقتي".
واسترسل معاد قائلا، "دائما ما كنت أشاهد أفلام وإعلانات أجنبية ثلاثية الأبعاد، يحاول من خلالها المخرج إيصال رسالة أو فكرة ما، وينجح في ذلك، هذا الأمر شجعني على القيام بنفس الشيء على قدر المستطاع".
وتابع "إن أغلب الأعمال التي قمت بها نابعة من الداخل، حاولت مؤخرا التحدث عن الفاجعة التي تعرضت لها الفتاة الصغيرة هبة التي راحت ضحية الحريق أمام أعين رجال الإطفاء، إلا أنني لم أستطع فعل ذلك، فالصورة التي ظهرت بها الطفلة وهي تحترق تعبر بحد ذاتها عن نفسها"، مشيرا إلى أنه حاول التحدث عن الموضوع من زاوية أخرى، بمعاتبته رجال الإطفاء، إلا "أنني لم أرد الدخول في متاهات حساسة".
وأكد معاد أن بعض المواضيع التي يحاول التطرق لها من خلال الصور، تقابل بانتقادات من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، "مثلا في الصورة التي دافعت فيها عن الفتيات اللواتي تفقدن غشاء البكارة، عن طريق تعرضهن للاغتصاب أو لأسباب مختلفة، وينظرن إليهن المجتمع بطريقة سيئة".
ويقول معاد إن تصميمه لهاته الصور ثلاثية الأبعاد ليس بالأمر السهل، "يتطلب مني ذلك أسبوعا كاملا، وعند انتهائي، أقوم باستشارة بعض الزملاء في المجال وكذا أصدقائي المقربين، وآخذ نصائحهم بعين الاعتبار".
وبمناسبة عيد الأضحى، قام معاد بتصميم صورة يدعو من خلالها المغاربة إلى مساعدة الفقراء وإدخال البسمة إلى بيوتهم، من خلال شراء أضحية العيد لهم، كما "كنت بصدد تحضير فيلم قصير "بيلان" بتقنية ثلاثية الأبعاد، أعالج من خلاله مجموعة من القضايا التي يعيشها الشباب المغربي، مثل البطالة، وكذا مشكل الصحة والتعليم وغيره، إلا أنني لم أتمكن من إنجاز ذلك نظرا لبعض الظروف الخارجة عن إرادتي".
وسبق لهذا الشاب المغربي الطموح أن اشتغل أيضا مع فنانين مغاربة، وقال "اشتغلت مؤخرا مع الفنانة منال بنشليخة خلال مهرجان موازين، قمت بتصميم المؤثرات البصرية التي تظهر على الشاشة الكبيرة في المنصة"، كما اشتغل مع مغني الراب كومي، وأيضا المغني حاتم عمور، في تصميم الإعلان الترويجي لأغنية 'ياما'".
وتابع معاد حديثه قائلا "بكل صراحة أنا أفتخر بكوني مغربي من منطقة إمنتانوت، وإني تمكنت من كسر تلك النظرة عن أبناء المناطق الصغيرة، التي لطالما ينظر إليهم بنظرة احتقار"، وبالرغم من أن معاد لازال يخطو خطواته الأولى، إلا أنه يرى نفسه "في الطريق الصحيح"، وقال "حتى لو أنني لم أتمكن لحد الساعة فرض اسمي في هذا المجال، إلا أنني جد راض عما وصلت إليه".
ويرى معاد أنه من الصعب فرض الذات على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن "الإنسان أصبح يتابع كل ما له علاقة بالفضائح أو ما يسمى بالبوز، حيث أصبحنا نرى أشخاصا يخلقون من أشخاص تافهين أشخاص ناجحين بسرعة فائقة، لكن نادرا ما يحصل ذلك مع شخص له رسالة نبيلة".
وأنهى الشاب المبدع حديثه قائلا، "لا أبحث عن الشهرة أو البوز، فمتابعتي من قبل أشخاص يقدرون أعمالي، وتلقى إعجابهم يعتبر نجاحا بحد ذاته".