توجه محمد سالم السالك، الذي يتولى منصب "وزير الشؤون الخارجية" في جبهة البوليساريو يوم الأحد 14 يوليوز إلى العاصمة الرواندية كيغالي، حاملا رسالة من زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، إلى الرئيس الرواندي بول كاغامي.
وقالت "وكالة أنباء" البوليساريو، إن سالم السالك وبول كاغامي، ناقشا العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، كما تم خلال اللقاء بحسب ذات المصدر استعراض تطورات نزاع الصحراء الغربية.
وتأتي زيارة محمد سالم السلك، بعد أسبوع واحد فقط من إلغاء اجتماع اللجنة الرئاسية الثلاثية للاتحاد الإفريقي حول الصحراء الغربية، والذي كان مقررا عقده في 8 يوليوز الجاري بعاصمة النيجر نيامي.
ويعتبر بول كاغامي عضوا في اللجنة الرئاسية الثلاثية للاتحاد الإفريقي إلى غاية القمة العادية للمنظمة القارية في أوائل عام 2022، إلى جانب كل من الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والجنوب إفريقي سيريل رامافوسا.
وتريد الجبهة الانفصالية أيضا من خلال هذه الزيارة، الإبقاء على علاقاتها مع روندا التي تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية" منذ شهر أبريل من سنة 1976، على مستوى عال.
ومنذ سنوات بدأت رواندا تقترب من المغرب مقابل الابتعاد عن جبهة البوليساريو، حيث لم توجه الدعوة لابراهيم غالي لحضور عيدها الوطني، كما لم تستدعه لحضور احتفالات السابع من أبريل الخاصة بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين للإبادة الجماعية لعام 1994 واحتفالات 4 يونيو بمناسبة الذكرى 25 لتحرير روندا.
وتحرض العديد من الدول في القارات الخمس على المشاركة في احتفال السابع من أبريل، ومثل المغرب في هذه الاحتفالات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، كما حضرها هورست كوهلر الذي كان آنذاك يشغل منصب المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء.
لكن، وقبل ذلك، وفي 2017 كان الأمر مختلفا، حيث وجهت روندا الدعوة لإبراهيم غالي من أجل حضور حفل أداء بول كاغامي اليمين الدستورية لولاية ثالثة.
وتحرص الجبهة الانفصالية على عدم تفويت احتفالات تعيين رؤساء الدول التي ترتبط بعلاقات معها، حيث يرى فيها زعيمها إبراهيم غالي، فرصة للقاء بزعماء دول كبرى. وللتذكير فخلال حضوره حفل تنصيب الرئيس البنمي الجديد، ظهر في صورة وهو يصافح العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، وهي الصورة التي روجت لها مواقع البوليساريو طيلة عدة أيام.
وإلى جانب لقائه ببول كاغامي، التقى "وزير خارجية" البوليساريو، بوزير الخارجية والتعاون الدول الروندي ريشارد سيزيبيرا، وتم خلال اللقاء حسب ما ذكرت "وكالة أنباء" البوليساريو "استعراض الأجندة الإفريقية وآفاق العمل المشترك على ضوء التطورات والتحديات الحالية على الصعيد القارى".
يذكر أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الروندي، كان قد زار المغرب يوم 18 مارس 2019، على رأس وفد هام، للمشاركة في أشغال اللجنة المشتركة المغربية الرواندية التي انعقدت بالرباط.
وعلاوة على ذلك، وخلال الأشهر الأخيرة، بعث الملك محمد السادس رسالتين خطيتين إلى الرئيس بول كاغامي. الأولى سلمها له رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يوم 7 أبريل، والثانية سلمها له وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة في 5 يوليوز الجاري، قبل وقت وجيز من انعقاد القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي في عاصمة النيجر نيامي، كما سبق للعاهل المغربي أيضا أن أجرى محادثات هاتفية مع بول كاغامي يوم 5 نونبر الماضي، قبل أيام فقط من انعقاد القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.