بعد شهر من توليها حقيبة وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا، أقامت ناليدي باندو، حفلا على شرف السفراء المعتمين في بريتوريا.
ولم يكن يوسف العمراني، السفير المغربي لدى جمهورية جنوب إفريقيا، وجمهورية بوتسوانا، وجمهورية مالاوي ومملكة إيسواتيني حاضرا خلال الحفل الذي أقيم يوم الأحد الماضي، لأنه لم يتسلم ظهير تعيينه من قبل الملك محمد السادس إلا يوم أمس الثلاثاء .
واعترفت وزيرة الخارجية الجنوب إفريقية، بافتقارها إلى التجربة في الميدان الدبلوماسي، وتطرقت لعلاقات بلدها بعدد من الدول ومن بينها المغرب، حسب ما أورد الموقع الإلكتروني المحلي "ديلي مافريك".
وتحدثت عن قرب وصول السفير المغربي يوسف العمراني إلى بريتوريا، علما أنه سبق له أن شغل منصب وزير منتدب في وزارة الخارجية المغربية خلال حكومة عبد الإله بنكيران الأولى.
وقالت لرجال الإعلام على هامش الحفل، إن لدى جنوب إفريقيا حاليا سفير مؤقت في الرباط، وتحدثت عن العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ سنة 2004، بسبب اعتراف جنوب إفريقيا بـ"الجمهورية الصحراوية".
واعترفت بأنها ليست على دراية تامة بموقف جنوب إفريقيا من المغرب، وكذا بنتائج مؤتمر التضامن مع "الجمهورية الصحراوية" الذي عقدته مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (ساداك) في بريتوريا، والذي طالب الاتحاد الأفريقي بلعب دور إلى جانب الأمم المتحدة في جهود إنهاء "الاحتلال الغير قانوني للصحراء الغربية".
ورغم هذه التصريحات، إلا أنه يستبعد أن تشهد السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا تغيرا ملحوظا بخصوص نزاع الصحراء الغربية، فناليدي باندو تعتبر من داعمي جبهة البوليساريو، إذ سبق لها أن قالت خلال شهر فبراير من سنة 2018، عندما كانت تشغل منصب وزيرة العلوم والتكنولوجيا، أمام أعضاء البرلمان الجنوب إفريقي "الآن بعد انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي، يجب أن تنتهي معاناة شعب الصحراء الغربية".
وقبل أيام تحدثت في مقابلة مع إحدى الإذاعات المحلية في جنوب إفريقيا، عن استمرار دعم بلادها لجبهة البوليساريو.
وسبق للملك محمد السادس أن عين العمراني يوم 20 غشت الماضي، سفيرا للمملكة في بريتوريا، في بادرة من المغرب لإنهاء حالة الجمود في العلاقات الديبلوماسية المستمرة منذ سنوات طويلة، إلا أن إدارة الرئيس الجنوب إفريقي الجديد سيريل رامافوسا، تأخرت في الموافقة على اعتماده.
ولم يتم اعتماده إلا في بداية شهر مارس الماضي، ويوم أمس استقبله الملك محمد السادس رفقة عدد من السفراء المعنين حديثا وسلمهم أوراق اعتمادهم.
وتعود فصول الخلاف المغربي الجنوب إفريقي إلى سنة 2004، حين أعلنت بريتوريا الاعتراف بـ"الجمهورية الصحراوية" وإقامة علاقات دبلوماسية رسمية معها، وهو القرار الذي اعتبره المغرب آنذاك غير مفهوم، ويخالف الاتجاه الدولي الذي يدعم عملية التسوية التي تقودها منظمة الأمم المتحدة لحل النزاع، وقام على إثر ذلك بسحب سفيره من العاصمة بريتوريا.