أعلنت بعض الأحزاب السياسية، إضافة إلى جماعة العدل والإحسان، والعديد من التنظيمات المناهضة للتطبيع مع إسرائيل، عن مشاركتها في مسيرة يوم الأحد المقبل بالعاصمة الرباط ضد "صفقة القرن" و"مؤتمر المنامة" الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية.
وسبق للهيئات والمنظمات الداعية لتنظيم المسيرة، أن قالت في بلاغ لها إن هذه الخطوة تأتي "من أجل الوقوف ضد مؤامرة ما يسمى "صفقة القرن" بالتواطؤ بين الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني، ومعهما بعض الأنظمة المستبدة والعميلة بالمنطقة"، وكذا ضدا "على مؤتمر الخيانة والعمالة في ورشة البحرين من أجل ما يسمى السلام والازدهار"، ورفضا "لكل أشكال التطبيع ولمظاهر الاختراق الصهيوني التخريبي للمغرب".
الفيدرالية والبيجيدي والجماعة جنبا إلى جنب
وأعلنت فيدرالية اليسار الديمقراطي في بلاغ لها عن مشاركتها في المسيرة، معلنة رفضها "لكل المؤامرات التي تهدف إلى تصفيتها وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الشرعية والقانونية والتاريخية في تحرير أرضه من الاغتصاب الصهيوني، وفي العودة وبناء دولته المستقلة عاصمتها القدس و فضحا للامبريالة والصهيونية وحلفائها من الأنظمة الرجعية المستبدة بالسلطة وبالحكم، والخائنة لقضية فلسطين".
كما قالت الفيديرالية التي تتكون من ثلاثة أحزاب يسارية هي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، إن مشاركتها تأتي للتعبير "عن الرفض المطلق لشعبنا لما يسمى بمؤتمر الخيانة في البحرين".
بدورها وجهت جماعة العدل والإحسان نداء للمشاركة في المسيرة، وقالت إنه "نصرة لقضية فلسطين وفي قلبها قضيتا القدس وحق عودة المهجرين، ورفضا لما يروج له تحت العنوان المشؤوم المنعوت "صفقة القرن" وما يهيأ ويمهد لها في السر والعلن كورشة البحرين ومثيلاتها، تدعو جماعة العدل والإحسان الشعب المغربي إلى المشاركة في المسيرة الوطنية".
من جانبه توجه حزب العدالة والتنمية في شخص النائب الأول للأمين العام للحزب سليمان العمراني، بنداء إلى أعضاء العدالة والتنمية ومناضليه ومتعاطفيه، وعموم الشعب المغربي، من أجل المشاركة في المسيرة التي ستنظم يوم الأحد المقبل.
وقال العمراني في شريط فيديو بثه الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية إن هذه المسيرة " مناسبة لكي نسترجع تضحيات الشعب الفلسطيني وما قدمه ويقدمه لصالح هذه القضية من قوافل الشهداء ومن الدفاع عن القدس وعن العائدين ومواجهة كل المخططات التآمرية التي تستهدف هذه القضية ومن ضمنها صفقة القرن المشؤومة".
وتابع أن المغرب سيقدم مرة أخرى الدليل "على الوفاء العميق لهذه القضية ولهذه المسيرة (...) لذلك دعوتنا في حزب العدالة والتنمية لأعضائنا ومناضلينا ولمتعاطفينا ولعموم الشعب المغربي أن نشارك جميعا وبكثافة وأن نعلي صوتنا عاليا وأن نعبر أننا جميعا أبناء هذا الشعب الأبي".
وتابع "نحن صوت واحد دفاعا على هذه القضية ورفعا لرايتها ودعما لإخواننا المرابطين وأخواتنا المرابطات"، مؤكدا أن "بلدنا سيستمر في تقديم الدعم الضروري لهذه القضية".
رسميا..الحكومة لم تحدد موقفها
وعلى الصعيد الرسمي، قال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن موقف المغرب من المشاركة في ورشة المنامة سيتم التعبير عنه في الوقت المناسب.
وأضاف خلال الندوة الصحافية الأسبوعية التي أعقبت أشغال المجلس الحكومي، "بخصوص قمة البحرين فمواقف المملكة المغربية، المتعلقة بسياساتها الخارجية، تعبر عنها مؤسساتها في الوقت والسياق المناسبين".
وتابع "بالنسبة للحكومة هي التي تحدد، توقيت اعلان الموقف المرتبط بذلك".
ويأتي حديث الخلفي عن عدم اتخاد الحكومة موقفا من مؤتمر البحرين، رغم أنه سبق لوسائل إعلام أمريكية أن أكدت نقلا عن مسؤول كبير في البيت الأبيض تأكيده مشاركة المغرب، في "مؤتمر البحرين" الذي سيتم خلاله الإعلان عن الشق الاقتصادي من "صفقة القرين".
يذكر أنه سبق للسلطة الوطنية الفلسطينية أن أعلنت أنها لن تشارك في هذه الورشة، في حين سارعت كل من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة للإعلان عن مشاركتها.
و"صفقة القرن"، هي خطة تعتزم الإدارة الأمريكية تقديمها خلال شهر يونيو، لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتتحدث بعض التسريبات الإعلامية على أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية وخصوصا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على تقديم تنازلات كبيرة لمصلحة إسرائيل.