دعا القيادي السابق في جبهة البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، يوم أمس "كل معارضي جبهة البوليساريو في الخارج الى الاجتماع في اقرب الآجال في موريتانيا، لنتوجه جميعا الى مخيمات تندوف ولتعتقلنا الجزائر جميعا"، وطالب المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته في حماية اهالينا بالمخيمات".
وجاءت دعوة ولد سلمى إثر حملة الاعتقالات التي تقوم بها جبهة البوليساريو داخل مخيمات تندوف، ضد معارضيها خلال الأيام الأخيرة.
وناشد ولد سلمى الذي أبعدته جبهة البوليساريو قسرا من مخيمات تندوف إلى موريتانيا سنة 2010، بعد إعلان تأييده لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، في بيان موقع باسمه "كل احرار العالم التدخل لوقف الحملة التي تشنها جهات غير معلومة داخل المخيمات تستهدف النشطاء الصحراويين".
وطالب "مفوضية غوث اللاجيين بالتدخل فورا لحماية اللاجئين الصحراويين و صون حقوقهم". كما طالب الصحراويين "بالاحتجاج امام السفارات الجزائرية في الخارج، و نقل معاناة اهالينا في المخيمات الى البرلمانات و الحكومات في مختلف اصقاع العالم".
وقال ولد سلمى إن "الجناح الموالي لعسكر الجزائر من ادارة البوليساريو" يشن حملة ترهيب في المخيمات، "بدأت بالأمس (الإثنين) باختطاف الناشط مولاي اب بوزيد، و تسليمه للسلطات الجزائرية في تندوف التي تشرف على تعذيبه منذ البارحة".
وفي تصريح لموقع يابلادي قال ولد سلمى إنه يناقش موضوع التوجه لمخيمات تندوف مع أشخاص سبق لهم أن أعلنوا عن أنفسهم "كمجموعات سياسية كالتجمع الصحراوي الديمقراطي و خط الشهيد والمبادرة الصحراوية من اجل التغيير".
وتابع أنه يناقش الموضوع أيضا مع أشخاص "غير المنتمين لتيارات سياسية. و جميع الصحراويين في مختلف أماكن تواجدهم. حتى الذين يعيشون في الاقاليم الصحراوية في المغرب".
وبخصوص رد فعل الجزائر وجبهة البوليساريو قال "آن الاوان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه محنة اللاجئين الصحراويين التي تقترب من نصف قرن. لم يعد اخلاقيا تركهم رهائن لدى البوليساريو والجزائر".
وواصل حديثه قائلا "مهمتنا هي التحسيس بمعاناتهم. وبالتأكيد فيها بعض المخاطر. ولكنها مسؤولية لا يصلح فيها التفويض".
وكانت جبهة البوليساريو قد اعتقلت يوم الإثنين الماضي مولاي آبا بوزيد أحد منسقي "المبادرة الصحراوية للتغيير"، أثناء مشاركته في وقفة احتجاجية أمام مقر مفوضية غوث اللاجئين بمخيمات تندوف.
وفي اليوم الموالي اعتقلت فاضل بريكا، العضو أيضا في المبادرة الصحراوية للتغيير، ووصفت هذه الأخيرة في بيان لها هذه الاعتقالات بـ"التعسفية" كونها لم تستند على قرارات من "السلطات القضائية" للجبهة الانفصالية، وأضافت أن التهم الموجهة للمعتقلين تكمن في "الانتقادات التي ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي" لبعض القياديين في البوليساريو.
وقال ولد سلمى لموقع يابلادي إن "المعتقلين لحد الساعة هم في حالة اختفاء قسري ولا يعلم عنهم شيء"، وتابع "هناك شائعات مصدرها السلطة بان اللائحة ما زالت طويلة، مما ولد جوا من الخوف في اوساط الشباب".