بعد مرور أكثر من أربع سنوات، في 3 مايو 2007، اختفت الطفلة البريطانية مادي في سنتها الثالثة، التي كانت في عطلة برفقة أبويها في الجنوب البرتغالي. في الوقت الذي كان فيه أبويها يتناولان العشاء على بعد 50 مترا من الشقة التي اكتراها، اختفت الطفلة الصغيرة بينما كانت نائمة بعمق في سريرها. منذ ذلك لم يتم إيجادها. ويرجح الأبوين فرضية الاختطاف.
إغلاق ملف القضية
بعد 14 شهرا من البحث، أغلقت الشرطة البرتغالية ملف القضية. وقد اتهم المفتش البرتغالي السابق الذي يتولى التحقيق غونزالو امارال في كتاب آل ماكين بالإهمال وتقديم فرضية الاختطاف لتغطية الموت العرضي للطفلة، قبل إخفاء جثتها. ومع ذلك، فإن الكتاب لم يعمر طويلا حيث سحب لاحقا من بيع. ثم برأت العدالة البرتغالية الأبوين ماكيين.
ولم يتوقفا الأبوين عن الضغط على السلطات البريطانية و شرطة سكوتلاند يارد (Scotland Yard) كي لا تتخلى عن البحث وإعادة دراسة عناصر الملف. وبالفعل، فالشرطة البريطانية لم تتخلى أبدا عن القضية. وعلاوة على ذلك، وصل ثلاث عناصر الشرطة البريطانية إلى برشلونة لمتابعة البحث وإعادة دراسة عناصر الملف التي تشير إلى إمكانية نقل الطفلة من البرتغال إلى المدينة الإسبانية.
شوهدت مادي أربع مرات في المغرب
بالإضافة إلى ذلك، عمل العديد من المحققين الخاصين بشكل وثيق مع شرطة سكوتلاند يارد في القضية لمتابعة مختلف المسارات وتمشيط الأماكن التي يحتمل أن تكون الطفلة قد مرت بها.
وأورد موقع express.co.uk أن وكالة تحقيق إسبانية خاصة قد سلمت لشرطة سكوتلاند يارد ثلاث علب ممتلئة بوثائق سرية تتعلق بالبحث الذي أجرته من جهتها.
من بين كل المسارات التي درستها وكالة التحقيق هذه، هناك ثمانية مسارات مثيرة للاهتمام، من بينها أربع مسارات درست عن كثب في المغرب.
أولا، من المحتمل أن تكون الطفلة قد شوهدت مرتين في مدينة مراكش من بينها مرة في محطة للوقود حيث رأى شاهد طفلا له شبه كبير بمادي وكان هذا ثلاث أشهر فقط من اختفائها. ثم في نفس اليوم ، وتقريبا في نفس الساعة رأى شاهد آخر الطفلة قرب فندق.
وتبين أن المسار الثالث مسار خاطئ. في الواقع، رأى شهود وسياح إسبانيون امرأة مغربية في مدينة تطوان تحمل على ظهرها طفلة شقراء صغيرة بيضاء اللون تشبه كثيرا مادي. بينما لا يتعلق الأمر بالطفلة البريطانية بل بطفلة مغربية ذات شعر أشقر تبلغ من العمر 5 سنوات برفقة أمها في حقول أشجار الزيتون. وتسمى الطفلة بشرى بنعيسى. وكان هذا المسار الخاطئ ، قد أتى بعشرات الصحفيين الأوربيين إلى المغرب، اللذين تفاجئوا بوجود أطفال شقر في المغرب.
وبالنسبة للمسار الرابع، لم تعطي جريدة إكسبريس تفاصيل أكثر مشددة على أن التحري الذي يقوم بإمدادهم بالأخبار عليه الحفاظ على السر المهني.
مسارات التحقيق المغربية لم تدرس جيدا
وأوضح المحقق الإسباني للجريدة الانجليزية أنه قام وفريقه بإرسال هذه المعلومات التي تتعلق باحتمال وجود مادي بالمغرب إلى المحققين البرتغاليين إلا أنهم لم يبعثوا إجابة على ذلك.
واتصلت الجريدة بالمحقق البرتغالي السابق المكلف بالتحقيق، غونزالو أمارا، لمعرفة لماذا لم يأخذوا مسارات التحقيق المغربية التي أوصى بها المحققون الخاصون على محمل الجد، فأجاب دون إعطاء تفاصيل" لقد أعطونا معلومات حول ما رآه بعض الشهود، وهذا لا يكفي ولا يمكننا إثبات أن الأمر يتعلق بمادي"
وأثار رفض التحقيق في مسارات التحقيق المغربية ، وخصوصا محطة الوقود في مراكش غضب الأم ماكيين التي لم تتردد في انتقاد عدم جدية المحققين البرتغاليين في كتابها الذي تكتب فيه " شيء لا يغتفر، يتعلق الأمر بحياة ابنتنا وليس بجهاز راديو سيارة سرق".
لو أن الصغيرة مادي ما تزال على قيد الحياة، ستكون في سنتها السابعة الآن.