في الوقت الذي اختار فيه حزب بوديموس الحديث عن الاعتراف بـ"جمهورية" جبهة البوليساريو في برنامجه الانتخابي، اختار الحزب الشعبي الاسباني (اليمين الكلاسيكي) نهج سياسة براغماتية تجاه المملكة المغربية.
فقد وعد الحزب الذي يقوده بابلو كاسادو منذ شهر يوليوز الماضي بعد خلافته لماريانو راخوي، بتوقيع معاهدة جديدة "لحسن الجوار والصداقة" مع المغرب، في حال فوزه بالانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 28 أبريل المقبل.
وبذلك يكون الحزب الشعبي قد أيد مطالب التنظيمات السياسية المعارضة في سبتة، ومليلية ، التي ينضوي تحتها أحفاد السكان الأصليين من معتنقي الديانة الإسلامية ، مثل حزب الائتلاف من أجل مليلية الذي يقوده مصطفى أبيرشان أو حزب كابالاس الذي يقوده محمد علي.
وأكد الحزب في برنامجه المقدم للناخبين الإسبان، أنه سيعمل على "مضاعفة التعاون، على مستوى البحر الأبيض المتوسط، مع بلدان شمال إفريقيا بهدف تعزيز الاستقرار والتنمية، خاصة مع المغرب".
وتجاهل البرنامج الانتخابي الذي تم تقديمه يوم 8 أبريل في مدينة برشلونة، قضية الصحراء الغربية، وهو ما جعل بعض وسائل الإعلام الإسبانية تشير إلى أن ذلك شكل "قطيعة" مع ما دأب عليه الحزب منذ تأسيسه في أكتوبر من سنة 1976 من قبل مانويل فراغا، الذي كان يشغل منصب وزير الإعلام والسياحة في عهد فرانكو.
وكان الحزب يؤكد في برامجه الانتخابية دائما بحسب وسائل إعلام إسبانية على "المسؤولية التاريخية لإسبانيا" في الصحراء، ففي سنة 1979، بـ "الدفاع عن تقرير مصير شعب الصحراء ودعم قرار الأمم المتحدة"، حسب ما أورده موقع "تيرسيرينفورماسيون".
وفي سنة 1993، وعد الحزب الشعبي برئاسة خوسيه ماريا أثنار آنذاك بـ "دعم إجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء وفقًا لقرارات الأمم المتحدة"، وهو الالتزام الذي أعاد تأكيده خلال الانتخابات التشريعية لسنة 1996، حيث أكد الحزب أنه يجب أن يشكل ملف الصحراء "مصدر قلق مهم لسياسة إسبانيا الخارجية".
وفي سنة 2004 بقي ماريانو راخوي وفيا لتوجهات سابقيه، لكن مع مرور السنوات بدأ الحزب يغير سياسته تجاه المغرب، و في انتخابات سنتي 2015 و 2016، دعا إلى "حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين يضمن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية وفقًا لميثاق الأمم المتحدة".