امتحان صعب للأمين العام لحزب العدالة والتنمية المتحمس عبد الإله بنكيران الذي أصبح رئيس الحكومة وعليه أن يظهر الكثير من الدبلوماسية كي ينجح في تشكيل الحكومة. إذ يبقى 107 مقعدا عددا غير كاف للحصول على الأغلبية المطلقة(198) في غرفة النواب وتبقي التحالفات إجبارية. فالمفاوضات التي يخوضها بنكيران لتشكيل الحكومة والتي بدأت منذ يوم الأربعاء مع حزب الاستقلال ستكون جد صعبة.
فإذا كان حزب الاستقلال لم يتأخر في قبول التواجد في الحكومة المقبلة، فإن رفاق عباس الفاسي يطمعون في المناصب الرئيسية، فان بالنسبة لبعض أعضاء حزب بنكيران،فبعض الحقائب غير قابلة للتفاوض كالعدل والاقتصاد ويجب أن تبقى للعدالة والتنمية
الكتلة: انقسام أم مزايدات
لازال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منقسما وتعهد باتخاذ قرار نهاية هذا الأسبوع، عقب اجتماع المجلس الوطني للحزب. ومن المتوقع أن تعارض قاعدة الحزب الدخول في الحكومة المقبلة وذلك لتمكين فريق عبد الواحد الراضي من المعافاة داخل المعارضة. إلا أنه رأي يصعب الإجماع حوله من طرف قادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ومع ذلك فبمجرد أن استبعد حزب العدالة والتنمية إدراج المعتادون على الكراسي الوزارية والوجوه المستهلكة، غير مؤيدي المشاركة في الحكومة معسكرهم" كما يدور في المجلس الوطني للحزب. ويواصل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي التقى أمينه العام أمس بنكيران، رفع المزايدات،لاقتناعه بضرورة السماح لحزب العدالة والتنمية بالحكم مع الكتلة، التحالف الذي يضم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال و حزب التقدم والاشتراكية.
لم تعد الكتلة متماسكة، فحزب التقدم والاشتراكية وافق رسميا على المشاركة في الحكومة و كل حزب يتفاوض بشأن مشاركته، عكس ما كان يصرح به قادة الحزب قبل الاقتراع وبُعيد الإعلان عن النتائج يوم السبت المنصرم. ولم تكن الكتلة الوحيدة التي تعرضت للانقسام, فالرغبة في المناصب المالية أذهبت التحالف المكون من ثمانية أحزاب أدراج الرياح، التحالف الذي وصفه لحسن الداودي بعصابة الثمانية.
"عصابة الثمانية" تتصدع
قرر حزب الأصالة والمعاصرة، المستبعد منذ البداية، البقاء في المعارضة التي رافقه إليها حزب مزوار التجمع الوطني للأحرار الذي كان له معا ذلك الفرصة في أن يستدعيه بنكيران، وفيما يخص باقي تشكيلات م8 فالكل ينتظر اتصال الإسلاميين " لقد عملا جيدا معا (مع العدالة والتنمية) عندما كنا في المعارضة" يذكر من جانبه حزب الحركة الشعبية.
يحلم رفاق امحند العنصر بانتزاع وزارات الفلاحة والتعليم وكذلك الشؤون الخارجية، وقال حزب الاتحاد الدستوري أنه ينتظر اتصال حزب العدالة والتنمية. وحسب هذا الأخير، فقد أصبحت مجموعة الثمانية من الماضي البعيد ويقول محمد عبيد الأمين العام " يجب ألا يعتقد أن كوننا في م8 سنتبنى تلقائيا موقف المكونات الأخرى" : التحالف لم يدم إذن أكثر من شهرين.