عاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، اليوم الخميس بالدار البيضاء، خلال ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، في أعقاب المحادثات الثنائية التي أجراها الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، إلى الحديث عن العلاقات المغربية مع كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
أكد بوريطة، أن السياسة الخارجية هي مسألة سيادة بالنسبة للمغرب وأن التنسيق مع دول الخليج خاصة العربية السعودية ودولة الامارات يجب أن يكون من الجانبين.
وتابع بوريطة أنه "من منطلق المملكة المغربية، فإن العلاقات مع دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، هي علاقات تاريخية عميقة. وهناك دائما الرغبة في الحفاظ عليها، من طرف المغرب".
وعاد الوزير المغربي ليؤكد أنه "ربما قد لا نتفق على بعض القضايا، لأن السياسة الخارجية هي مسألة سيادة. وفي المملكة المغربية هي قائمة على مبادئ وعلى ثوابت".
وتابع بوريطة أن " التنسيق بين المغرب والأردن ليس ضد أحد، ولكنه تنسيق لدعم رؤية مشتركة ولتأكيد المواقف حول قضايا عربية مصيرية"، مجددا التأكيد على أن "القضايا الخارجية هي قضايا سيادية ومواقف المغرب يأخذها بناء على مبادئه وعلى ثوابته".
وظلت العلاقات المغربية السعودية تعيش على وقع خلافات صامتة، منذ خلافة الملك سلمان للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في يناير من سنة 2015، وخلال الأشهر القليلة الماضية بدأت هذه الخلافات تخرج إلى العلن.
فخلال شهر يناير الماضي أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، عبر شاشة قناة الجزيرة القطرية، انسحاب المغرب من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد جماعة الحوثي اليمينية، وقبل ذلك اتخذت المملكة قرار الحياد من الأزمة الخليجية بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ثانية.
وفي شهر فبراير الماضي تحدث وكالة أسوشييتد بريس الأمريكية، عن استدعاء المغرب لسفيره من الرياض، احتجاجا على بث قناة العربية السعودية تقريرا غير منحاز عن نزاع الصحراء. وتحدثت الوكالة في حينه عن رفض المغرب استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأوضح بوريطة أن "المغرب في جميع الحالات مستعد للاستمرار في التنسيق مع دول الخليج على اعتبار العلاقات التاريخية، ولكن الرغبة يجب أن تكون من الجانبين، وأن تكون متقاسمة وليست حسب الطلب. بل يجب أن تشمل كل القضايا المهمة في الشرق الأوسط والقضية الليبية".
وأكد أنه "وجب الحفاظ والحرص على هذا التنسيق من الجانبين. و في حال انعدام ذلك، فمن الطبيعي عدم استثناء و البحث عن بدائل أخرى".
وبالإضافة إلى الخلاف حول اليمن وقطر، ينظر المغرب بشكل مختلف عن السعودية والإمارات للأزمة الليبية، ففي الوقت الذي يواصل فيه المغرب لعب دور الوساطة بين أطراف النزاع في ليبيا، خصوصا بعد توقيع اتفاق يوم 17 دجنبر 2015 لإنهاء الحرب الأهلية بمدينة الصخيرات، تقف السعودية والإمارات إلى جانب خليفة حفتر الذي يتزعم ميليشيا "الجيش الوطني الليبي".
ويوم أمس التقى العاهل السعودي الملك سلمان بالعاصمة الرياض، مع خليفة حفتر، وقالت وكالة الأنباء السعودية إن اللقاء يشكل خطوة مهمة في طريق حل الأزمة الليبية.