أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، خلال مشاركته مساء اليوم في برنامج "بلا حدود" الذي يبث على شاشة قناة الجزيرة، للمرة الأولى عن انسحاب المغرب من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، وقال إن "المغرب غير مشاركته انطلاقا من التطورات التي وقعت على أرض الواقع، وانطلاقا من تدبير التحالف، وانطلاقا من تقييم المغرب نفسه إلى التطورات في اليمن".
وأكد بوريطة أن "المغرب قام بتقييم لمشاركته، كان هناك تطوير في شكل ومضمون المشاركة"، وأوضح أن "المغرب قام بهذا التقييم انطلاقا من التطورات على أرض الواقع، وانطلاقا من التطور في الجوانب السياسية والإنسانية للملف اليمني، وانطلاقا من كيفية التهييء للاجتماعات، وانطلاقا من قناعاته".
وأكد أن المغرب لم يشارك "في المناورات العسكرية (للتحالف)، ولم يشارك في بعض الاجتماعات الوزارية أيضا، وهذا هو التطور في المشاركة، ولكن ثوابت الموقف المغربي تظل هي دعم الشرعية في اليمن ودعم المبادرة الخليجية" لحل الأزمة اليمنية.
يذكر أن المغرب لم يشارك في مناورات الموج الأحمر، التي دعت إليها السعودية نهاية شهر دجنبر الماضي، وهي المناورات التي شهدت مشاركة أهم حلفاء الرياض. كما سبق لوزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الأعرج أن اعتذر عن المشاركة في اجتماع لوزراء الإعلام في دول التحالف العربي في اليمن بمدينة جدة السعودية. وأرجع بيان للوزارة آنذاك سبب عدم المشاركة إلى ارتباطات متعلقة بجدول أعمال الوزير، غير أن قراءات عدة ذهبت إلى أن الغياب المغربي راجع إلى الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
وواصل ناصر بوريطة حديثه لقناة الجزيرة القطرية قائلا "هناك قلق كبير حول الجوانب الإنسانية في اليمن، يحز في النفس أن الأمم المتحدة تعتبر ما يجري في اليمن أسوء أزمة إنسانية في العالم، هذا يسائلنا جميعا. الجوانب الانسانية يجب أن تأخذ دورا واهتماما أكبر، الشعب اليمني لا يستحق هاته المعاناة".
وتجنب بوريطة الإجابة عن سؤال حول عدم تصويت السعودية والإمارات لصالح الملف المغربي لاحتضان كأس العالم لسنة 2026، ولم ينف وجود أزمة مع السعودية، مكتفيا بالتأكيد على أن ضمانة استمرار العلاقات بين الرباط والرياض هي الأسرة الملكية في المغرب والأسرة الملكية في السعودية.
وبدأت فصول الخلاف الدبلوماسي المغربي السعودي مع بداية الأزمة الخليجية، بين قطر من جهة، وكل من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة إضافة إلى مصر من جهة ثانية، حيث قررت هذه الدول مقاطعة الدوحة بعدما اتهمتها بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية.
واختارت العديد من الدول الحليفة للسعودية كموريتانيا والأردن السير على نهج الرياض وأبوظبي وقطع العلاقات مع قطر، غير أن المغرب الذي يعتبر بدوره من حلفاء السعودية، قرر البقاء محايدا.
وأكد بوريطة في حواره مع قناة الجزيرة أن "السياسة الخارجية لجلالة الملك تقوم على مبدأ أساسي هو الاستقلالية" موضحا أن "المغرب دوره ليس أن يصطف مع طرف ضد الآخر (في الأزمة الخليجية)، دوره هو أن يقرب وجهات النظر، ودوره هو أن يساعد الإخوة والأشقاء على تجاوز هذا الوضع".