كشف المؤرخ المغربي زكي مبارك في مذكراته التي نشرتها صحيفة "المساء" سنة 2015، أن علال الفاسي مؤسس حزب الاستقلال، اقترح بصفته مبعوثا لسلطات الحماية الفرنسية، على زعيم المقاومة الريفية، محمد بن عبد الكريم الخطاب أن يتولى حكم المغرب بدل محمد الخامس، غير أنه قابل اقتراحه بالرفض.
وسبق لزكي مبارك أن قال في تصريحات إعلامية، انه "يملك مجموعة من الوثائق حول جيش التحرير" التي منحها إياه عبد الله الصنهاجي في سنة 1969 بينما كان لا يزال يدرس في فرنسا.
وسمحت له هذه الوثائق بنشر أطروحة دكتوراه في سنة 1973 حول موضوع "حركات المعارضة في المغرب من المقاومة وجيش التحرير".
وكان اقتراح الفاسي للخطابي في بداية سنوات الخمسينات، حيث كانت سلطات الحماية تستعد لإقالة السلطان محمد الخامس، وكانت تبحث عن بديل يحظى بالشرعية لتولية العرش.
ومن أجل دفع الخطابي إلى القبول بالمقترح، عرض عليه علال الفاسي، تقسيم البلاد بينه وبين الفرنسيين بعد التخلص من الملك. لكن الخطابي الذي كان يعيش في المنفى بمصر تشبث بموقفه.
وكانت طموحات زعيم المقاومة الريفية آنذاك تتجاوز الحدود المغربية، إذ قام في يناير من سنة 1948 بإنشاء "لجنة تحرير المغرب العربي" وضمت اللجنة أشخاصا من الجزائر وتونس.
وفي 5 من مارس 1949، وضع "خطة حرب التحرير"، وكان يستعد بالتشاور مع التونسيين والجزائريين والمغاربة، لشن عمليات مسلحة ضد فرنسا في البلدان الثلاثة.
ولم يكن زعيم المقاومة الريفية على علاقة جيدة مع علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال، إذ كان الأول يؤمن بضرورة طرد المستعمر بالقوة، فيما كان الثاني من الذين يرون ضرورة التفاوض مع سلطات الحماية من أجل دفعها إلى ترك المغرب بالطرق السلمية.
ولكن يبقى من الصعب التأكد من صحة تصريحات زكي مبارك، ويبقى نشر مذكرات الخطابي هو السبيل الوحيد لرفع الحجاب عن جزء كامل من تاريخ المغرب المجهول . و يقول زكي مبارك إن هذه المذكرات كتبها الخطابي وهو على قيد الحياة ولكن عائلته ترفض نشرها.