طالب مكتب المدعي العام بهولندا، بسجن أم مغربية لمدة 5 سنوات، بسبب إساءة معاملة ابنها البالغ من العمر تسع سنوات، بعد تسببها في حدوث ضرر دائم له في السمع، كما طالب أيضا بسجن زوجين مغربيين يعيشان في هولندا بعدما قاما بمساعدتها في إلحاق الضرر بالضحية البالغ من العمر تسع سنوات، حسب ما اورده موقع "نيوزبلاد" الهولندي يوم أمس الأربعاء.
المصدر ذاتهن أشار إلى أن الحادثة وقعت في فينلو، وهي بلدية بمقاطعة ليمبورخ، بهولندا، موضحا أن الأم قالت خلال التحقيقات إنها كانت تعتقد بأن ابنها المسمى أنور يعاني من المس، وأرادت تخليصه من الأرواح الشريرة التي تسكن جسده، عن طريق إجباره على إدخال مساحات القطن في أذنيه، وهو ما تسبب له في جروح داخلية، أثرت على حاسة السمع لديه، كما أجبرته على إدخال يديه في فرن ساخن، معتقدة بأنها بذلك تطرد الجن من جسده.
واعتبرت محكمة مدينة رويرموند، أن هذه الحالة هي الأولى من نوعها، ووصفتها بـ"عمل غريب و صادم"، مؤكدة أن الحكم سيصدر في 20 مارس المقبل.
وتحدث موقع "فولكس كران" عن صورة لأنور، التقطت له قبل أن يتم أخده من والدته، يظهر فيها شاحبا وحزينا وفي تصريح لوالدته للموقع نفسه، قالت إنها كانت تريد مساعدته فقط، وأنها تريد له الأفضل.
وانتقلت الأم التي تدعى أمينة (اسم مستعار)، في سن الثالثة هي وعائلتها من الدار البيضاء إلى مدينة هاوتن بمقاطعة أوترخت بهولندا، وتلقت تعليما جامعيا، وعملت بعدها في شركة إسكان، وتزوجت برجل كان يقوم بتعنيفها، وهو ما دفعها لطلب الطلاق بعد بضعة أشهر على إنجابها أنور.
أقامت بعدها لمدة قصيرة مع عائلتها، واستأجرت منزلا عاشت فيه هي وابنها، وأشارت في تصريحها إلى إن وجوده بجانبها كان يبعد عنها الشعور بالوحدة واسترسلت قائلة "كنت بمثابة الأب والأم والأخ والصديق له، وكان كل شيء بالنسبة لي، إنه ذكي جدا، كان يتحدث معي كشخص ناضج ولم ينقصه معي أي شيء".
وتابعت أنها لاحظت في إحدى المرات أن ابنها "كان يتحدث مع الأشباح" وقال لها حينها إنه "يرى أرواحا" هو ما جعلها قلقة، و تابعت أنه في بعض الأحيان كان عدوانيا، ويصاب بنوبات كانت تتسبب في وقوعه بشكل قوي الأمر الذي أدى إلى ظهور كدمات على جسمه، وكانت تخشى أن يتهمها الناس بإساءة معاملة الأطفال.
وأكدت أمينة أنها أخذته إلى المستشفى بعد ذلك، بعدما اعتقدت أنه ربما يعاني من الصرع، ولكن الفحوصات أثبتت العكس، وأكدت أنها كانت تخشى من أن يتم تشخيص حالته على أنه يعاني من اضطرابات نفسية، وينقل بعدها إلى مصحة للأمراض العقلية.
إثر ذلك قررت الاستعانة برجال الدين المتواجدين في مساجد روتردام، حيث أكدوا لها أن ابنها يعاني من المس، وحاولوا أن يعالجوه بواسطة الرقية الشرعية، من خلال قراءة آيات قرآنية عليه، غير أنه كان يخرج عن السيطرة ويبدأ بتوجيه لكمات لها.
وفي غشت 2016، أخدت شرطة حماية الطفل أنور من والدته، بتهمة تعريضه لسوء المعاملة، واحتضنته بعدها أسرة هولندية-تركية، وسمح لوالدته برؤيته مرة كل أسبوعين فقط.
وفي ماي 2017، سمح القاضي لأنور بالإقامة مع والدته لمدة قصيرة، لكن بعدها أخبر الطفل الأسرة التي تكفلت بحضانته، بأنه لا يريد العودة إلى بيت والدته، لأنها تجبره على القيام بممارسات جنسية شاذة معها، وهو ما أدى إلى سجنها في شهر أكتوبر بعد استدعائها واستجوابها من قبل السلطات، وأطلق سراحها قبل عيد الميلاد، بعد قضائها شهرين داخل مؤسسة سجنية نسائية.
وردا على هاته الاتهامات، قالت أمينة في تصريح لموقع "فولكس كران" في يناير 2018، إن الجن الذي يسكن روح ابنها هو من يحرضه ويرغمه على اتهامها وأضافت "إذا استحوذت روح جن عليك، يمكنك أن تصبح شخصًا مختلفًا تمامًا"