شهد مقر جبهة البوليساريو بالعاصمة الجزائرية يوم 1 فبراير الجاري حركة غير مألوفة، وبحسب ما أسر به مصدر مطلع لموقع يابلادي فـالسبب كان "يعود إلى وجود ثلاثة من كبار قادة جبهة البوليساريو وهم: خطري أدوه، ومحمد الوالي اعكيك ، والبشير مصطفى السيد داخله"، وذلك في محاولة منهم لتسوية الخلافات بين قبيلتي الركيبات و تكنة.
و بعدها و بالتحديد يوم الثلاثاء19 فبراير، عين إبراهيم غالي، زعيم الجبهة الانفصالية وجوها جديدة لتولي مناصب عليا في أمانة التنظيم السياسي للبوليساريو.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه، إنه "تم منح مناصب لأعضاء من قبيلة تكنة وفورعها، وهو ما سيثير غضب "رئيس الوزراء" محمد الوالي اعكيك، المنتمي لقبيلة ازركيين".
وعمد غالي إلى مد يده لشباب المخيمات، حيث عين موسى سلمى، مسؤولا عن "المنظمات الجماهيرية والمجتمع المدني"، علما أن هذا الأخير سبق له أن قدم إلى المغرب في سنة 2015، و بالتحديد إلى مدينة العيون والرباط، ضمن وفد شبابي من الاشتراكية الدولية، والتقى آنذاك مع ممثلي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
هذا الصحراوي الشاب معروف بمطالبته بنهج الحوار مع الجمعيات والأحزاب المغربية، وهي المقاربة التي من شأنها، أن تضعه في مواجهة مباشرة مع بشير مصطفى سيد، "وزير الأراضي المحتلة"، الذي يشرف على العلاقة مع أنصار جبهة البوليساريو في مدن الصحراء.
وبعد مرور 24 ساعة على نشر قائمة القادة الجدد، تعالت بعض الأصوات داخل الجبهة، للتنديد بما أسمته انتهاك إبراهيم غالي لقانون الجبهة، مؤكدة أن المرشحين المحتملين لشغل مناصب عليا في أمانة منظمة سياسية يجب أن يكون أولا أعضاء بها، وهو ما لا ينطبق على المستفيدين من هذه التعيينات.
يذكر أن هذه التعيينات تأتي بعد الاجتماع الذي عقد في "سفارة" جبهة البوليساريو في الجزائر العاصمة يوم الجمعة، 1 فبراير، 2019 (على الرغم من أن هذا اليوم يعتبر عطلة رسمية في الجزائر)، بين خطري أدوه، ومحمد الوالي أعكيك، وبشير مصطفى سيد وجنرال جزائري، جاء على وجه الخصوص للاستماع إلى مظالم أعكيك حيث وعده بالاستجابة لمطالبه، وإقناع إبراهيم غالي بإعطاء قبيلة تكنة عددا من المناصب داخل الجبهة الانفصالية.