تبدي المعارضة الفنزويلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، وتسعى للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو من الحكم، رغبة كبيرة في إرساء علاقات دبلوماسية مع المغرب، والقطع مع سياسة النظام الفنزويلي الحالي الذي اختار منذ سنوات طويلة الوقوف إلى جانب جبهة البوليساريو.
فبعد المكالمة الهاتفية التي أجراها زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالنيابة، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة نهاية شهر يناير الماضي، والتي أعرب فيها عن "إرادته لاستئناف، وعلى أسس سليمة وواضحة، علاقات التعاون بين المغرب وفنزويلا، ورفع المعيقات التي حالت دون تطورها"، أجرى كارلوس سكول الممثل الدبلوماسي لغوايدو في العاصمة البيروفية ليما أول أمس، مباحثات مع سفير المغرب بالبيرو، يوسف بلا.
وقال سكول في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "نرغب في إرساء علاقات تعاون مع المغرب"، معربا عن امتنان بلاده للمملكة "أول بلد إفريقي يدعم حكومة الرئيس بالنيابة خوان غوايدو .. إنه دعم مهم".
وأضاف أن نظام نيكولاس مادورو أضر كثيرا "بالشعب الفنزويلي وألحق أضرارا جسيمة بعلاقاتنا الدولية"، مشيرا إلى أن هذا النظام "كانت له علاقات سيئة مع العديد من الدول الديمقراطية".
وفي هذا الصدد قال الديبلوماسي الفنزويلي "نريد أن نشكر دعم المجتمع الدولي بما في ذلك المغرب". وأضاف أن المملكة وفنزويلا، التي تضم أكبر جالية مغربية بأمريكا اللاتينية، تجمعهما علاقات صداقة قوية، مبرزا أهمية إرساء علاقات التعاون بين البلدين.
ويعتبر المغرب أول دول عربي يعلن اعترافه بشرعية غوايدو كرئيس بالنيابة للبلاد، علما أن نحو 50 دولة أيضا أعلنت اعترافها به.
ودخلت فنزويلا التي تعاني من ركود اقتصادي غير مسبوق، في توتر متصاعد منذ 23 يناير الماضي، إثر إعلان غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي نفسه رئيسا بالنيابة بدلا من نيكولاس مادورو إلى حين إجراء انتخابات جديدة.
وبعد ذلك اعترف به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتبعته دول بينها كندا وكولومبيا وبيرو والإكوادور وباراغواي والبرازيل وشيلي وبنما والأرجنتين وكوستاريكا وغواتيمالا وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا...
في المقابل اختارت دول أخرى مثل روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا، الوقوف إلى جانب مادورو، الذي أدى يوم 10 يناير الماضي اليمين الدستورية رئيسًا لفترة جديدة من 6 سنوات.
ولا يرتبط المغرب بعلاقات دبلوماسية مع وفنزويلا منذ سنة 2009، حيث قررت المملكة آنذاك إغلاق سفارتها في كاراكاس ونقلها إلى جمهورية الدومينيكان، وذلك بسبب ما وصفته المملكة في حينه بـ"العداء المتصاعد للسلطات الفنزويلية إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، والى إجراءات التأييد التي اتخذتها حكومة هذا البلد لفائدة الجمهورية الصحراوية المزعومة".
ومع خلافة مادورو سنة 2013 للراحل هيغو تشافيز في حكم البلاد، تدهورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير، ووصل الأمر إلى حد تبادل الاتهامات في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك بين سفراء البلدين.