القائمة

أخبار

الأزمة الفنزويلية تقسم اليسار المغربي بين داعم لمادورو ومفضل للتريث

بينما اختار حزب النهج الديمقراطي، وفيديرالية اليسار الديمقراطي، إبداء دعمهم لنظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي يواجه ضغوطا داخلية وخارجية لدفعه إلى ترك السلطة، فضل حزب التقدم والاشتراكية النأي بنفسه عما يجري في فنزويلا، وأكد أمينه العام أن الأمر يتعلق بمشكل داخلي، فيما قال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن حزبه لم يتخذ موقفا بعد.

نشر
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يؤدي اليمين الدستورية
مدة القراءة: 6'

لم تجمع الأحزاب اليسارية المغربية، على موقف واحد من نظام الرئيس الفنزويلي اليساري نيكولاس مادورو، الذي تتعالى الأصوات داخل البلاد وخارجها لمطالبتها بترك السلطة، والقبول بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة.

 الاتحاد الاشتراكي: نفضل التريث

وفي تصريح لموقع يابلادي قال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، "نحن منخرطون في إطارين عالمين، أولا الأممية الاشتراكية المجتمعة في الدومينيكان، وبعثنا عضو العلاقات الخارجية للحزب عبد السلام الدباغ إلى هناك، ونتوقع أن تكون هذه النقطة على جدول أعمال الاجتماع".

وواصل حديثه للموقع قائلا "كما نحن أعضاء في التحالف التقدمي، والاتحاد الاشتراكي هو الحزب اليساري المغربي الوحيد في هذين الإطارين الدوليين".

وأوضح أنهم في حزب الاتحاد الاشتراكي الآن في "وضعية متابعة ما يجري في فنزويلا"، وأنهم يفضلون "التريث في اتخاذ موقف، لأننا أمام وضعية شائكة حقا".

وأوضح أنه فيما يخص موقفه الشخصي، فإنه يرى أن هناك "وضعية شائكة فيها رئاسة، خطابها وما تعلن عنه يساري، ولكن في نفس الوقت هذه القيادة هي نفسها التي تعادي بلادنا في قضية مركزية، وهي قضية الصحراء". وبمقابل هذه الرئاسة يضيف لشكر

"توجد معارضة قوية تطعن في الانتخابات التي أوصلت هذه الرئاسة إلى الحكم (...) نحن كديمقراطيين نرى أن هذه المعارضة، لها مرجعية حقيقية، أتت بانتخابات تشريعية جرت مؤخرا، أعطتها الأغلبية في البرلمان، وبالتالي انتخبت رئيسا للبرلمان، وهذا الرئيس انطلق من شرعية ديمقراطية لم ينازعه فيها أحد"

 وأوضح أنه "إلى جانب قيمنا الاشتراكية، هناك قيم حقيقة اليوم هي الدفاع عن الديمقراطية، والدفاع عن التمثيلية الحقيقية، وأنا شخصيا أقرب إلى أن الديمقراطية هي من يجب أن تستأثر بالأولوية في هذا الأمر، لأن الأمر يتعلق بانتخابات، ولكنني في إطار التريث وجمع ما يكفي من المعطيات في هذا الموضوع يمكنني أن أقول لا زلنا نعتبر أن علينا أن أخد المزيد من الوقت".

نبيل بن عبد الله: ما يجري في فنزويلا مسألة داخلية

بالمقابل اعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله، في تصريح لموقع يابلادي أن ما يجري في فنزويلا "أمر داخلي يهم الشعب الفنزويلي، الذي عليه أن يعمل على حسمه بالشكل والكيفية التي يراها مناسبة".

وفي رده عن دعم حزب الكتاب "للشعب السوداني" في "انتفاضته" ضد النظام الحاكم، وعدم أخذ نفس الموقف في الأزمة الفنزويلية قال: 

"المشاكل الموجودة في السودان لا دخل لأي قوى أجنبية فيها. نحن نرى أنه يجب أن نترك الشعب الفنزويلي يحل مشاكله بنفسه، وموقفنا هو عدم التدخل في مشاكل الشعوب".

 وتابع "هذا موقف مبدئي، أزمة فنزويلا أمر داخلي يهم الشعب الفنزويلي. وأنا أتكلم على القوى التي تريد فرض تصور معين على هذا الشعب، ليس مطلوب منا أن نصطف إلى جانب النظام القائم ولا أن ندعم من يطمح إلى تعويضه، وهذا أمر داخلي".

 نبيلة منيب: نحن ضد التدخل الإمبريالي الصهيوني في إرادة الدول

 بدورها قالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، الذي يعتبر عضوا في فيدرالية اليسار الديمقراطي (تضم ثلاثة أحزاب: الاشتراكي الموحد، والطليعة، والمؤتمر الوطني الاتحادي) في تصريح لموقع يابلادي "موقفنا مبدئي، ولا نحتاج إلى التذكير به في كل محطة، وستجتمع فيديرالية اليسار يوم السبت المقبل، وسيصدر بيان يتضمن مجموعة من الأمور، ومن ضمنها موقفنا مما يجري الآن في فنزويلا".

وتابعت "موقفنا المبدئي يتمثل في كوننا ضد التدخل الإمبريالي الصهيوني في إرادة الدول من أجل تركيعها. الشعوب هي التي تصنع حاضرها ومستقبلها، وهذا يجب أن يحترم، وهذا هو الأساس".

وواصلت حديثها قائلة "في المغرب تؤخذ المواقف بالنظر إلى قشرة المشكل، وليس بالنظر في عمق المشكل وتاريخه وسيرورته، وتداخل التحديات الكبرى المطروحة علينا من مصالح جيوستراتيجية عالمية أصبحت تتكلم لغة القوة في كل مكان".

وأوضحت "موقفنا المبدئي دائما هو مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي إمكانية تحررها وانعتاقها، وأن تعيش عيشا كريما". وبحسب نبيلة منيب فإن:

"المتتبع السطحي يمكن أن يرى أشياء في فنزويلا، ولكن العمق يقول هناك مصالح جيوستراتيجية كبرى من أجل الوصول إلى مصادر الطاقة، وأنتم تعلمون أن فنزويلا غنية بالبترول، وهناك شركات أمريكية تود الرجوع إلى الهيمنة على هذه الطاقة، وهناك تدخلات مختلفة عبر تحريك العديد من اللوبيات والسلطة الرابعة من أجل خلق رأي عام موالي لجهة معينة".

 واعتبرت أن الأزمة الفنزويلية تشكل تمرينا "جيدا لنا كمغاربة، لكي نحاول أن نفهم ما يجري في العالم، لأن ما يجري في العالم له تأثير علينا، ومواقفنا يجب أن تكون شجاعة ومنسجمة مع مبادئنا وقيمنا الكونية التي لا نرى فيها الإنسان، إلا أنسانا متحررا ينعم بالكرامة، ويستفيد من خيراته، ونحن مع الديمقراطية... ونحن مع احترام الإرادة الشعبية".

وبحسبها فإن بعض المغاربة متحمسون لما يحدث في فنزويلا لأنها لا تعترف بمغربية الصحراء "الاعتراف بمغربية الصحراء المغربية هو مهمتنا نحن، ماذا فعلنا نحن اتجاه فنزويلا، أو غيرها من البلدان التي لا تعترف بمغربية الصحراء، ما هو عملنا كمغرب رسمي وكقوى فاعلة في البلاد حتى نوصل وجهة نظرنا وحتى ننتصر لوحدتنا الترابية، إذن لا يجب الخلط".

ورأت أن المشكل "معقد، يجب أن نفهمه في إطار محاولة جديدة من محاولات الهيمنة الإمبريالية الصهيونية على جنوب أمريكا، وفنزويلا مستهدفة".

النهج الديمقراطي: نحن مع مادورو

واختار حزب النهج الديمقراطي الذي حضر كاتبه الوطني مصطفى البراهمة حفل تنصيب مادورو لولاية جديدة، أن يقف إلى جانب الرئيس الفنزويلي الحالي.

وقال البراهمة في حوار سابق مع موقع يابلادي "نحن في النهج أصدرنا بيانا، ندين فيه التدخل الأمريكي لدعم الانقلاب على الشرعية، مادورو يمثل الشرعية ويحترمها، انتخبه الشعب الفنزويلي، الأغلبية البرلمانية يمينية، ويجب احترام هذا التعايش".

وتابع "مادورو جاء عن طريق الديمقراطية، ويقف ضد الإمبريالية، وهو رئيس تقدمي ويلتف حوله شعبه، وأنا رأيت بأم عيني الحشود التي خرجت إلى الشوارع يوم تنصيبه".

وزاد قائلا "رئيس البرلمان اعلن نفسه رئيسا للدولة، هذا تطاول على السلطة التي لا توجد ضمن صلاحياته، لأن هناك رئيس منتخب ويحترم الشروط الديمقراطية". وقال البراهمة لموقع يابلادي 

"أنا رأيت، الالتفاف الجماهيري الواسع للكادحين والفقراء، على مادورو، والتفاف الجيش أيضا، ولا يجب أن ننسى أن هوغو تشافيز كان عسكريا، وهو ما حافظ على مساندة العسكر للثورة البوليفارية. وتوجد طبقة أوليغارشية كانت مستفيدة من الأوضاع، القائمة وعلى الخصوص في الأوساط الفلاحية، وتريد الاستيلاء على السلطة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتدخل ضدا على السلطة القائمة في البلاد".

 وعبر عن اعتقاده بأن مادورو سيتجاوز الأزمة وقال "أظن أن الشروط كي يصمد موجودة، فنزويلا تتوفر على أكبر احتياطي عالمي من البترول، وأكبر احتياطي من الذهب في أمريكا اللاتينية، وتملك المقومات لتجاوز هذا الحصار".

وزاد قائلا "مادورو أعلن في خطابه أنه سيستند على روسيا والصين وتركيا، ولا يجب أن ننسى أن كوبا صمدت رغم حصار استمر لـ50 سنة، وهي جزيرة معزولة، عكس فنزويلا المحاطة بدول تتقاسم معها نفس المصير".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال