أعلنت مكتبة الكونجرس الأمريكي حصولها على مخطوطة، حررت باللغة العربية، من طرف عالم مسلم، كان قد اختُطف في غرب أفريقيا سنة 1807 اسمه عمر بن سعيد، بعدما كان يمتلكها رجل أمريكي مسلم و من أصل إفريقي، يدعى ديريك بيرد حصل عليها قبل 20 سنة، وتوفي في يوليوز 2018، في لاس فيغاس عن عمر يناهز 59 سنة، لتذهب بعد ذلك إلى رفوف المكتبة، حسب ما أورده موقع "واشنطن بوست".
ولد عمر بن سعيد سنة 1773 في فوتا تورو في المنطقة بين نهر السنغال وغامبيا، وبقي في غرب أفريقيا حتى عمر 25 سنة كطالب علم شرعي، ووقع بعدها في الأسر سنة 1807، ليصير عبدا في أميركا حتى مماته سنة 1864.
كتب بن سعيد مخطوطاته سنة 1831، باللغة العربية باح فيها بأسرار حبه وتعلقه بالإسلام. وقالت ماري جان ديب، رئيسة قسم إفريقيا والشرق الأوسط في مكتبة الكونغرس، "على حد علمنا، هذه هي المخطوطة الوحيدة، التي كتبها عبد باللغة العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا تزال موجودة إلى الآن".
وأضافت ديب، أنها مخطوطة مختصرة ومجزّأة ومحفّزة، في بدايتها حمدالله وشكره ثم قال "لا أستطيع أن أكتب عن حياتي لأني قد نسيت الكثير من كلامي وكذلك اللغة العربية. كما أعرف القليل عن قواعد ومفردات العربية. يا إخواني، وأنا أسألكم باسم الله، أن لا تلقوا اللوم علي، وذلك لضعف عيني وجسدي كذلك". بعدها كتب السورة رقم 67 من القرآن الكريم و هي سورة الملك، التي تظهر عظمة الخالق وقدرته على الإحياء والإماتة، وعلى وحدانية رب العالمين. و أضافت ديب أن عمر بن سعيد "اختار هذه السورة من بين الآيات القرآنية كلها، ففي الإسلام، كل شيء هو ملك لله، لذا فإن اختيار هذه الآية له دلالة مهمة جدا، إنه نقد أساسي للحق في امتلاك إنسان آخر".
وقال عمر في نفس الوثيقة "اسمي عمربن سعيد؛ مسقط رأسي هو بوت طور، ما بين النهرين..."نهر السنغال ونهر جامبيا في غرب افريقيا ". وقد طلبت العلم لمده 25 سنة، وهنالك جاء إلى بلدنا جيش كبير. وقتل الكثير من الناس.واسروني وسارو بي إلى بحر كبير، وقد باعوني الى رجل مسيحي الذي اشتراني وسار بي إلى سفينة كبيرة في بحر كبير. أبحر بنا لمدة شهر ونصف حتى وصلنا إلى مكان يسمى تشارلستون "هذه المدينة تقع على المحيط الاطلسي في الجنوب الشرقي من امريكا وهي تابعة الى ولاية كارولينا الجنوبية".
وأشارت ديب أن أحداث هذه الوقائع تعود إلى سنة 1807، كان ابن سعيد آنذاك يبلغ من العمر 37 سنة فبعد خمسة وعشرين سنة من بحثه عن الحقائق، "من المؤكد أنه تعلم الفلسفة وعلوم الأديان وكذا الفلك" لأن هذا ما يحدث غالبا مع أولئك الذين يتخطون بكثير مراحل القراءة والكتابة بالإضافة إلى تعلم القرآن عن ظهر قلب".
ووصف عمر في مخطوطته، أحداث ما قبل وصوله إلى أمريكا وقال "قبل مجيئي إلى أرض المسيحيين، كان دينى هو دين النبي محمد، كنت أذهب إلى المسجد قبل الفجر، أغسل وجهي و رأسي و يدي و قدمي، كما كنت أصلي من منتصف النهار إلى وقت متأخر بعد الظهر، وعند غروب الشمس، وفي الليل أيضا. كنت أتصدق بالذهب والفضة والماشية: الأغنام والماعز و كذا الأرز والقمح والشعير (...) كما كنت اجاهد ضد الكفار كل سنة، و ذهبت إلى مكة والمدينة، مثلي مثل أولئك الذين استطاعوا فعل ذلك".