أثارت قضية فشل جبهة البوليساريو في تبرير صرف مساعدات جزائرية بقيمة 2,5 مليون أورو جدلا داخل مخيمات تندوف. وقال موقع "المستقبل الصحراوي" الموالي للجبهة الانفصالية، إنه "بعد سنوات من التنكر عبر تضخيم الميزانية وتبديد الأموال يقبض على الحكومة الصحراوية متلبسة بعد فشلها في تقديم تبريرات منطقية في كيفية صرف مالية قيمتها (...) 2.5 مليون يورو".
المصدر ذاته أكد وجود "تناقضات كبيرة بين الميزانية العامة للحكومة والتقارير المالية لمختلف القطاعات"، وهو ما يثبت بحسبه "حجم تجذر الفساد وتغلغله في مؤسسات الدولة وبرعاية حكومية كانت توفر للسارق الغطاء الذي يحتاجه بعيدا عن أي رقابة شعبية".
وبعد فشل الجبهة الانفصالية في تقديم تبريرات لصرف المساعدات الجزائرية طالب "برلماني" يدعى الديه النوشه، الحكومة "بتوضيح اوجه الصرف (...) وهدد بالاعتصام لكن رئيس البرلمان وعده أن تجيب وزارة المالية عن هذه الاسئلة وأن تقدم مبررات لكيفية صرف هذا المبلغ الكبير، وهو ما عجزت عن تقديمه لجنة المالية، كما أن ما قدمته اللجنة المعنية متناقض مع ما تقدم به اعضاء الحكومة أثناء مساءلتهم من قبل البرلمان".
من جانبه قال موقع "الضمير" الموالي للطرح الانفصالي إن أسعار المحروقات في مخيمات تندوف تسجل "ارقاما خيالية، تعدت ثمنها الاصلي في نقاط البيع الجزائرية بثلاث اضعاف وهو سعر لم تصله من قبل".
الموقع ذاته أكد أن هذا الارتفاع سيزيد من أتعاب سكان مخيمات تندوف، خصوصا في ظل عدم مبالاة جبهة البوليساريو.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال مصطفى ولد سلمى الذي أبعدته جبهة البوليساريو قسرا من مخيمات تندوف إلى موريتانيا، بعد إعلان تأييده لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، إن قضية إنفاق المساعدات الجزائرية لم تكن لتثار "لولا ان أحد برلماني الجبهة عضو لجنة المالية في البرلمان رفض تمرير الامر دون محاسبة او كشف حقيقة اختفاء المبلغ رغم ان غالبية زملائه البرلمانيين ارادوا التغاضي عن الثغرة المالية".
وواصل "لذلك قرر الاعتصام بقاعة البرلمان احتجاجا على الامر واعلم الرأي العام باعتصامه. وهو ما ادخل حكومة البوليساريو في مشكل مصداقية".
وأكد أنه "لولا احتجاج هذا البرلماني لكان الامر مر مرور الكرام. هي ثغرة مالية في سنة 2018، فما بالك بما كان يحصل في السنوات الفائتة، فلم نسمع يوما ان البوليساريو اقالت او حاسبت مسؤولا بسبب اختلال مالي".
وبخصوص غلاء أسعار المحروقات قال القيادي السابق في جبهة البوليساريو "الجزائر تسلم شهريا 300 طن للبوليساريو عن طريق وزارة الدفاع الجزائرية".
وأوضح أن "هذه الكمية في الاصل توزع على القطاعات الحكومية في الجبهة. لكن غالبيتها يهرب الى الاسواق الموريتانية. لان المحروقات هي البضاعة الاكثر طلب والاكثر ارباحا فبرميل المازوت في شمال موريتانيا يصل الى 200 دولار".
وعن تداعيات ذلك على جبهة البوليساريو قال "الوضع متأزم داخل الجبهة من قبل هذا، بسبب ضبابية الافق. والمشاكل الاجتماعية المتفاقمة خاصة فئة الشباب التي تشكل غالبية سكان المخيمات التي تعاني من البطالة". غير أن الجزائر بحسبه "تضغط على كل من يحاول الخروج على قيادة الجبهة او اثارة شغب داخل المخيمات".
وختم حديثه قائلا "الجبهة تعيش ايضا ازمة سياسية داخلية بسبب ضعف الرئيس الحالي وعدم قدرة الاجنحة المتصارعة على التوافق على بديل. ولديهم مؤتمر في نهاية العام للبت في كل هذه الامور".