يحاول حزب الأصالة والمعاصرة، الخروج من أزمته الداخلية المستمرة منذ مدة، حيث أعلن الأمين العام للحزب حكيم بن شماش عن مبادرة جديدة لإعادة المياه لمجاريها خلال اجتماع لأعضاء المكتبين الفيدرالي والسياسي أول أمس السبت في العاصمة الرباط.
وأقر حكيم بن شماش الذي انتخب خلال شهر ماي الماضي، أمينا عام لحزب الجرار خلفا لإلياس العماري، بوجود أزمة داخلية، وقال "هناك شيء ما ليس على ما يرام داخل حزب الأصالة والمعاصرة، ليس بالمعنى الذي يفيد بوجود أزمة حادة مستعصية، بالمعنى الذي يفيد بأن هناك اختلافات في تقديرات واختلافات في وجهات نظر".
ووصف بن شماش اجتماع يوم السبت بأنه "اجتماع حاسم (...) ليس لأنه الأول من نوعه، ولكنه في غاية الأهمية، إذا استحضرنا جميعا ان هناك آمال وانتظارات معقودة علينا في هذا الاجتماع". وأضاف أن "مستقبل حزب الأصالة والمعاصرة، في الأمد المنظور متوقف على ما ستقرره القيادات المجتمعة اليوم، متوقف على ما سنختاره جميعا نحن قيادات حزب الأصالة والمعاصرة".
وقال إن الحزب ليس "ثكنة عسكرية يصطف فيها المناضلون والمناضلات أمام الزعيم الأوحد، ولا تهيمن عليه ثقافة الشيخ والمريد، هذا حزب حي فيه مناضلون ومناضلات ليست لهم عقدة النقص للمجاهرة والتعبير عن وجهات نظرهم بكل حرية".
وواصل حديثه قائلا إن الحزب أمام خيارين لا ثالث لهما "يمكن أن نختار الاستمرار في إنتاج وإعادة إنتاج الشروط والعوامل المغذية للأزمة التي نحن فيها اليوم" كما يمكن "أن نختار بمحض إرادتنا الحرة، والانتصار جميعا لمنطق العقل وصوت الحكمة، يمكن أن نختار القرار الشجاع، قرار الترفع عن الحسابات الضيقة والصغيرة، قرار الوفاء للروح العظيمة التي زرعها مبدعو ومؤسسو هذا المشروع يوم تقرر إطلاق الشرارة الأولى لواحدة من أنبل الظواهر السياسية في تاريخنا المعاصر، ألا وهي حركة لكل الديمقراطيين".
وتابع "يمكن أن نختار قرار العمل معا بنفس وحدوي وروح وطنية عالية...يمكن أن نختار قرار الالتفاف الصادق والمسؤول حول رؤية نتشارك جميعا في صياغتها وبلورتها، ولكن أساسا نتشارك جميعا في الالتزام قولا وفعلا في تنفيذها وتنزيلها". وزاد قائلا يجب "أن نلتف جميعا حول مشروع واحد حول تعاقد واحد معلن، ولا أومن سوى بالتعاقدات المكتوبة والموثقة والمعلنة".
وبحسب بلاغ صادر عن الحزب فقد تبنى الاجتماع "مقاربة إدماجية طموحة ترمي إلى التوظيف الأمثل والمناسب لكافة الطاقات الحزبية". وخلص الاجتماع بحسب نفس البلاغ إلى مواصلة استكمال هيكلة المكتب السياسي والفيدرالي، وإسناد مهمة الأمين العام بالنيابة لأحمد اخشيشن.
كما تقرر إسناد رئاسة المكتب الفيدرالي لمحمد الحموتي، مع تعيين سمير كودار نائبا أولا ومحمد غيات نائبا ثانيا، واتفق المجتمعون أيضا على تشكيل لجنة تحت رئاسة أحمد اخشيشن لتدقيق وتطوير خارطة الطريق المقدمة من طرف الأمين العام عبد الحكيم بنشماش. وكذا تشكيل لجنة مشتركة من المكتب السياسي والمكتب الفيدرالي ورئاسة المجلس الوطني لتتبع تنفيذ وأجرأة خارطة الطريق.
واتفقت قيادات حزب الأصالة والمعاصرة على عقد دورة المجلس الوطني خلال أبريل 2019 لمباشرة التحضير للمؤتمر الوطني الرابع، وعقد المؤتمر الوطني الرابع للحزب في أفق أكتوبر 2019.
وفي تعليق منه على خلاصات الاجتماع قال عبد اللطيف وهبي عضو المكتب السياسي للحزب، في تصريح لموقع يابلادي، "الآن تم التوصل إلى حل، وعولجت بعض المشاكل الأساسية مبدئيا، بقيت بعض المشاكل الأخرى التي سنعالجها على مستوى المؤسسات الحزبية، يجب أن ينصت الجميع إلى صوت العقل، ونحن لا مشكل لدينا سندخل في العملية وسنحاول إنجاح التجربة الحزبية بحسن نية، لكي نطوي هذا الملف".
وأضاف وهبي الذي غاب عن الاجتماع رفقة فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني "أنا كنت أنتظر رؤية تقرير خشيشن، وفي اليوم الموالي للاجتماع زارني هذا الأخير، وقدم لي تحليله وأوضح لي الأمور كلها، وقال لي بأنه من الضروري أن أعود إلى عملي في المكتب السياسي، وأنا لا إشكال لدي، بعدما أقنعني بمجموعة من المعطيات".
وتابع قائلا "سيقوم كل جهاز بدوره دون أي تدخل من أي طرف، وسنسهر على تنظيم المؤتمرات الجهوية والإقليمية، ونهيء للمؤتمر بشكل جماعي، استنادا على احترام مبدأ الديمقراطية، وكل جهاز وكل مؤسسة لها اختصاصاتها، وهذا ما أطالب به منذ بالداية".
وتساءل النائب البرلمان عن حزب الجرار قائلا "ألا يحق لهذا الحزب أن يسير بشكل ديمقراطي؟" وواصل "طبعا ما كنت أطالب به في عهد إلياس العماري أطالب به الآن".
وأكد أن الأمين العام للحزب حكيم بن شماش "لم يكن موضوع منازعة، ولم ننازع فيه يوما، لأن المؤتمر هو الذي يملك صلاحية الإبقاء عليه أو إزاحته. نحن نختلف بخصوص التصرفات، وبعض الانزلاقات، ولكننا لم نقل يوما إن الأمين العام غير شرعي".
وختم كلامه قائلا "نتمنى أن تطوى الخلافات، ونحن نسير بحسن نية، ولدينا إرادة لطي هذه المشاكل، أنا وفاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب تحدثنا وهي لها نفس التوجه، نريد أن نتوصل إلى حل".