وصل زعيم الحزب الشعبي الاسباني بابلو كاسادو، يوم أمس إلى مليلة، في ثاني زيارة له إلى المدينة المحتلة في أقل من خمسة أشهر.
وكان كاسادو يريد من خلال زيارته الأولى دعم الاقتصاد المحلي للمدينة، بعد قرار المغرب إغلاق حدود التجارية معها. ويختلف الهدف هذه المرة حيث يريد دعم مرشح الحزب خوان ايمبرودا لانتخابات رئاسية المدينة المحتلة، والتي ستجري في 26 ماي المقبل.
ويريد الحزب الشعبي الإسباني الاحتفاظ برئاسة المدينة، علما أن ايمبرودا يتولى رئاستها منذ سنة 2000.
وحاول كاسادو استمالة الناخبين، عبر زيارته للمقبرة العسكرية بالمدينة، وأشاد بالجنود الإسبان الذين لقوا حتفهم خلال حرب الريف، أثناء مواجهتهم لجنود الزعيم الريفي محمد بن عبد الكريم الخطابي خلال معركة أنوال الشهيرة، وقال "شكر للجيش على خدماته. نحن معكم ومع أبطال إسبانيا الذين فقدوا أرواحهم من أجل هذه الأرض أثناء كارثة أنوال".
وتأتي إشادة زعيم الحزب الشعبي، بالجنود الإسبان الذي قتلوا في أنوال، بعد أيام فقط من حديث وزير الخارجية الإسباني جوسيب بوريل، في جلسة مساءلة ببرلمانية عن "ضرورة جبر ضرر منطقة الريف عن كل ما لحق بها إبان الاحتلال الإسباني".
وتحدث رئيس الدبلوماسية الإسبانية في حينه عن "وفاة 10 آلاف جندي إسباني في معركة أنوال" أثناء مواجهتهم لجنود الخطابي "بطريقة مروعة" سنة 1921، ووصف ما وقع بأنه "حدث درامي لإسبانيا"، وتابع أن أي "عملية جبر للضرر والمصالحة يجب أن تأخذ في الحسبان ما حدث في معركة أنوال".
وإضافة إلى رده على وزير الخارجية جوسيب بوريل المنتمي للحزب الاشتراكي، يريد بابلو كاسادو من خلال ركوبه موجة القومية، قطع الطريق أمام حزب فوكس اليميني المتطرف، الذي حصل خلال شهر دجنبر على 12 مقعدا برلمانيا في إقليم الأندلس، وهو ما فاجأ المتابعين للمشهد السياسي الإسباني.
وتشير استطلاعات الرأي التي نشرت في 1 يناير الجاري، إلى أنه في حالة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، فإن مقعدي مدينتي سبتة ومليلية، سيعودان إلى حزب فوكس اليميني، الذي يقوده سانتياغو أباسكال.