انطلقت النسخة الحادية عشرة من رالي "إفريقيا إيكو رايس"، الأحد الماضي من إمارة موناكو، وسيصل في محطته النهائية إلى العاصمة السينغالية دكار، بعد َحوالي أسبوعين من التنافس.
ووفقا لما ذكره منظمو الرالي، فإن المتسابقين سيحطون الرحال بالتراب المغربي، يوم 31 دجنبر، ليمروا بعد ذلك بعدة مناطق، وسيصلون إلى مدينة الداخلة في 6 يناير، وإلى منطقة الكركرات الواقعة وراء الجدار الرملي وبمحاذاة الحدود الموريتانية، يوم 7 يناير، وسيدخل المشاركون التراب الموريتاني يوم 8 يناير، قبل أن يصلوا إلى نقطة النهاية بالعاصمة دكار يوم 13 يناير.
والتزمت جبهة البوليساريو الصمت، رغم الإعلان عن مرور الرالي من المنطقة العازلة، على عكس ما كان عليه الأمر في السابق. لكن وسائل إعلامية مغربية قالت إن الجبهة الانفصالية هددت بمنع المتسابقين من الدخول إلى التراب الموريتاني عبر معبر الكركرات الحدودي.
ففي عددها ليوم الثلاثاء، قالت جريدة العلم إن قيادة الرابوني أعلنت الاستنفار بمجرد ما كشفت الجهة المنظمة للسباق الرابط بين موناكو ودكار عن خط سيرها، والذي يشمل المرور عبر منطقة الكركرات.
من جانبها قالت صحيفة هسبريس الإلكترونية إن جبهة البوليساريو"أقدمت على الدفع بعدد من العناصر المسلحة إلى المعبر الحدودي الكركارات"، وأضافت أن الجبهة "وجهت رسالة تحذير إلى منظمي السباق، خلال الأسبوع الماضي، تطالب فيها بإشراكها على غرار موريتانيا والمغرب، مشددة على أنها لن تسمح بمرور المشاركين في السباق".
البوليساريو تنفي
لكن بالمقابل نقل موقع "المستقبل الصحراوي" الموالي للجبهة الانفصالية، عن "مصدر رسمي" داخل البوليساريو، نفيه "حدوث أي تطورات جديدة في منطقة الكركرات، تزامنا مع مرور رالي موناكو-داكار الذي ينتظر وصوله لمنطقة الكركرات يوم 7 يناير القادم".
المتحدث ذاته تجنب الحديث عن أسباب صمت البوليساريو، مشيرا بالمقابل إلى أن السلطات المغربية، عاجزة "عن التدخل في المنطقة العازلة بسبب قرار مجلس الامن الدولي الذي يعتبر أن أي تدخل في المنطقة هو خرق لاتفاق وقف اطلاق النار"، علما أن البوليساريو وجدت نفسها خلال السنة الماضية مضطرة لمغادرة معبر الكركرات بعد صدور القرار الأممي رقم 2414.
وكانت مواقع إخبارية موالية للطرح الانفصالي، قد انتقدت صمت جبهة البوليساريو، إذ قال موقع "المستقبل الصحراوي" إن مرور الرالي يأتي هذه السنة في ظل التطورات التي شهدتها قضية الصحراء العام الماضي "حيث تعهدت القيادة الصحراوية بالانسحاب من منطقة الكركرات وبعدم اعمار المناطق الصحراوية المحررة، وهو ربما ما شجع منظمي الرالي على تجاهل تحذيرات السلطات الصحراوية للعام الثاني على التوالي".
فيما قال موقع الضمير إن مرور الرالي عبر معبر الكركرات، يأتي "في ظل صمت رسمي مريب حيال هكذا خروقات طالما تكررت بهذا الشكل، لتبقى الحكومة الصحراوية الحلقة الأضعف بين حكومات الدول التي يمر عبر ترابها الرالي، الذي عادة ما يطلب منظموه الإذن من سلطات تلك الدول" بحسب تعبير نفس المصدر.