رد مصطفى الخلفي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، على اتهامات رئيس الحكومة الجزائري أحمد أويحيى للمغرب بمحاولة احتكار طبق الكسكس، وقال إن الواقع يؤكد أن الطبق مغربي.
ورد الخلفي على سؤال خلال الندوة الصحافية التي أعقبت انعقاد المجلس الحكومي يوم أمس الخميس، حول هوية الكسكس "لا أعتبر أن هذه القضية ينبغي أن تكون موضوع تعليق في الندوة الصحافية". وأضاف "لأن الواقع قائم لا يرتفع"، في تأكيد على أن طبق الكسكس مغربي.
وسبق لرئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى أن قال على هامش افتتاحه لمعرض الإنتاج الوطني للمنتجين في مجال الصناعات الغذائية، الأسبوع الماضي "إن دولة جارة وشقيقة (في إشارة إلى المغرب) تحاول احتكار الكسكس وإظهاره على أنه طبق خاص بها"، داعيا منتجي الكسكس إلى تطوير إنتاجه وأن هذا الطبق له أصوله في الجزائر كذلك.
وأضاف المسؤول الجزائري "هناك دولة شقيقة وجارة، جعلت الكسكس منتوجها هي فقط في الدنيا، أثبتوا العكس وأظهروا الكسكس الجزائري، لأننا لا ننسب الكسكس إلينا، بل نقول إنه مغاربي".
ويوم الثلاثاء الماضي قال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، إن "الجزائر ستقدم في مارس المقبل باسم الدول المغاربية ملفا لليونيسكو لإدراج طبق الكسكسي كتراث لامادي عالمي".
وأضاف المسؤول الجزائري أن المنظمة الأممية تشجع البلدان على التنسيق فيما بينها لتقديم ملفات مشتركة عابرة للحدود، مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق بادرت الجزائر بهذه الخطوة للتعريف بأحد مميزات المطبخ الشعبي المغاربي.
وأضاف أنه "لا فائدة من القول ان طبق الكسكسي هو طبق مشترك بين جميع البلدان المغاربية وحتى بين السكان الذين يعيشون خارج هذه المنطقة الجغرافية، ويجب علينا حماية كل ما يتعلق بتراثنا وهذه هي إحدى خصائص جيراننا".
ولا يعد الصراع حول طبق الكسكس الأول من نوعه بين البلدين، فقد سبق لهماأن قدما ملفين منفصلين إلى اليونيسكو من أجل اعتبار فن الراي تراثا وطنيا.
فخلال السنة الماضية تقدمت الجزائر بطلب إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وقال وزير الثقافة الجزائري آنذاك "من حق الجزائريين أن يكونوا غيورين على تراثهم وتاريخهم وذاكرتهم من أي محاولة للمساس به والسطو عليه وتحريفه"، وذلك في إشارة واضحة للجارة المغرب.
وجاءت الخطوة التي أقدمت عليها الجزائر بعد قيام اللجنة المنظمة لمهرجان الراي بالمغرب بتقديم طلب مماثل لليونسكو، لتصنيف موسيقى الراي تراثا مغربيا.