بعد مرور يومين فقط من إعلان حزب العدالة والتنمية، عن تنظيمه لزيارة لبعض الأحزاب الجزائرية من أجل بحث سبل الإسهام في تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين وتجاوز كل الخلافات التي تحول دون تطوير مختلف مستويات التعاون بينهما، بدأت بعض الأحزاب السياسية ذات التوجه الإسلامي في الجزائر في التعبير عن مواقفها.
وأبدى حزب حركة النهضة الجزائرية الذي تأسس في سنة 1989، على يد الشيخ عبد الله جاب الله، وبات قريبا من السلطة بعد الإطاحة بمؤسسه سنة 1999، تحفظه على مبادرة الحزب الحاكم في المغرب.
وقال الأمين العام الحالي لحركة النهضة، محمد ذويبي في تصريح نقلته جريدة الشروق الجزائرية، إن حزب العدالة والتنمية المغربي هو الحزب الحاكم في بلاده، ولهذا فإذا أراد اتخاذ خطوات عليه العمل باسم حكومة بلاده على اعتبار أنه مسير الجهاز التنفيذي.
وشكك المتحدث ذاته في خطوة حزب المصباح وقال "أعتقد أن المنهجية لن توصله إلى ما يريد، فإذا أراد الوصول إلى نتائج معينة كان عليه أن يتخذ مبادرة في إطار رسمي عبر الحكومة التي يقودها، أما الأحزاب فليست إطارا رسميا وليس لها القدرة على اتخاذ القرارات".
وأكد أن حزبه مع "علاقات طيبة بين الجزائر والمملكة المغربية، في إطار احترام المصالح العليا لهما". وبخصوص إغلاق الحدود قال ذويبي "هنالك قضايا تاريخية، وأسباب موضوعية لغلق الحدود، والأكيد أن ملفا هكذا يجب أن يناقش بين حكومتي البلدين، وكل طرف يقدم وجهة نظره، ونحن كأحزاب نعمل لأجل مصلحة بلدنا"، وتابع "ما يهمنا أمن بلدنا وحدودنا، واستقرار وطننا".
من جانبه قال سليمان شنين، البرلماني عن تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، الذي تشكل بين قادة أحزاب حركة النّهضة والبناء الوطني وجبهة العدالة والتنمية، خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2017، إنهم منفتحون "على جميع الأحزاب المغاربية، بما في ذلك المغربية".
غير أنه أبدى تحفظات على مسعى حزب العدالة والتنمية، وأبدى "التزامه المطلق" بالمسار الذي ترسمه بالدبلوماسية الجزائرية. وأضاف لصحيفة الشروق الجزائرية قائلا "على المغرب رسميا وحزبيا أن يتوقف على زرع التوترات"، مضيفا "وأن يتواصل معنا حزب العدالة والتنمية بمطلب واحد وأجندة محلية تتطابق مع خطاب الملك محمد السادس، فهذا الأمر لا يتماشى مع نهج حركتنا".
وعبر السياسي الإسلامي الجزائري عن أمله في أن يتجاوز حزب العدالة والتنمية المغربي الموقف الرسمي المغربي بشأن الصحراء الغربية و"أن لا يبقى أسير الموقف الأحادي، وبأن يعطي الحق للصحراويين في تقرير مصيرهم وفق مقتضيات اللوائح الأممية".
بدوره أشاد عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم أكبر حزب إسلامي جزائري بمبادرة الملك محمد السادس، وأعلن استعداد حزبه للقاء أحزاب مغربية والتواصل معها، قائلا "هذه اللقاءات ليست بالأمر الجديد، ولدينا بروتوكولات تعاون مع عدة أحزاب بدول أخرى".
وأضاف مقري أن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تشجع التكامل الاقتصادي بين البلدين وتفتح المجال لتحسين العلاقات بين الطرفين وتغذي مبدأ حسن الجوار، إلا أنه بالمقابل احتفظ بموقفه تجاه الصحراء الغربية الذي قال إنه "حق ثابت".
وذكر أن علاقات حزبه بحزب العدالة والتنمية "قديمة وليست جديدة، وتم توثيقها عبر بروتوكول تعاون بين الحزبين، اللذان يحضران لقاءات ومؤتمرات وجامعات الطرف الآخر، وليست مبنية على لقاء قد يتم عقده بعد مبادرة العاهل المغربي"، مشيرا إلى أن التواصل "مفتوح بين الطرفين، معتبرا أن هذه اللقاءات ليست حكرا على حزب مغربي، فحركة مجتمع السلم تلتقي مع أحزاب من تونس أيضا ودول أخرى".