تطرق رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في كلمته أمام المشاركين في الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء 25 شتنبر 2018 بنيويورك، لقضية الصحراء، وأكد أن هذا النزاع يظل سببا رئيسا في إذكاء التوتر بالمنطقة، وعائقا أمام العمل المشترك والاندماج المغاربي.
وأكد العثماني في كلمته أن حل نزاع الصحراء سيبقى حكرا على مجلس الأمن الدولي، "باعتباره الهيأة الدولية الوحيدة المكلفة برعاية مسار التسوية".
وقال في هذا الصدد، إن المغرب "يواصل، بكل ثقة والتزام، انخراطه في الدينامية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، بالتعاون مع مبعوثه الشخصي، وذلك بناء على الأسس التي حددها جلالة الملك في خطاب الذكرى 65 لثورة الملك والشعب في 20 غشت الماضي".
وأضاف أن المغرب يواصل، بالموازاة مع ذلك، "جهوده من أجل تفعيل النموذج التنموي بأقاليمه الجنوبية، وتطبيق نظام الجهوية المتقدمة بشكل يكفل لسكان الصحراء المغربية التدبير الذاتي لشؤونهم المحلية في مناخ من الديمقراطية والاستقرار والتنمية المندمجة".
كما تطرق العثماني في كلمته إلى "الوضعية المأساوية لإخواننا المحتجزين في مخيمات تندوف".
وجدد مطالب المملكة "الثابتة وغير القابلة للمساومة، للمجتمع الدولي، من أجل حمل الجزائر على تحمل كامل مسؤولياتها السياسية والقانونية والإنسانية، بوصفها البلد المضيف، والسماح للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالنهوض بالولاية المنوطة بها في تسجيل وإحصاء هذه الساكنة تنفيذا لقرارات مجلس الأمن الدولي، واستجابة لنداءات الأمين العام للأمم المتحدة، والهيئات الإنسانية المختصة".
أتأسف لمأساة المحتجزين بتندوف، وأحمل بذلك المسؤوليةالسياسيةوالقانونيةوالإنسانيةللجزائرباعتبارها البلد المضيف.وبسبب النزاع المفتعل حول #الصحراء_المغربية وما يسببه من إذكاء التوتر في شمال إفريقيا وإعاقة العمل المشترك والإدماج المغاربي، أطالب بضرورة العمل على
— رئيس الحكومة -المغرب (@ChefGov_ma) 26 septembre 2018
إيجاد حل سياسي مستدام pic.twitter.com/pAw6GlGctM
وذكر العثماني بالموقف المغربي الداعي إلى اعتبار الجزائر طرفا في النزاع، وشدد على أنه بات من اللازم العمل على إيجاد حل سياسي مستدام من خلال جهود "يتعين على الجزائر الانخراط الفعلي والمباشر فيها من منطلق مسؤوليتها التاريخية والسياسية في افتعال وتأجيج واستدامة هذا النزاع".
الجزائر: النزاع ثنائي بين المغرب والجزائر
بالمقابل أجرى وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل يوم أمس بنيويورك على هامش اشغال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، محادثات مع المبعوث الأممي للصحراء الغربية هورست كوهلر.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، فإن كوهلر أطلع خلال هذا اللقاء مساهل، على جهوده ومختلف نشاطاته لتسهيل استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو.
وأشار الدبلوماسي الجزائري وفق البيان الى "التزام الجزائر من اجل حل سياسي وعادل ودائم ومقبول من الطرفين من اجل حق تقرير مصير الشعب الصحراوي".
على هامش الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التقيت مع السيد هورست كوهلر المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة ل #الصحراء_الغربية : اكدت على موقف #الجزائر الداعم لحق #تقرير_المصير لشعب الصحراء الغربية و لجهود الأمين العام @antonioguterres و مبعوثه الشخصي. pic.twitter.com/AC9sfXQIwJ
— Abdelkader Messahel (@Messahel_MAE) 25 septembre 2018
وعلى عكس دعوة المغرب الجزائر بالجلوس إلى المفاوضات، جاء في بيان الخارجية الجزائرية أن حل النزاع "لا يستطيع ان يكون سوى ثمرة مفاوضات مباشرة بدون شروط وبنية صافية بين طرفي النزاع".