تصاعدت الأزمة بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار خلال الأيام القليلة الماضية، حتى بدت تكبر مثل كرة ثلج تتدحرج، فبعد تصريحات القيادي في حزب الحمامة رشيد الطالبي العلمي، ورد سليمان العمراني، وكذا مطالبة سعد الدين العثماني لأعضاء حزبه بالتزام الصمت، نشر مصطفى بايتاس الذي يعتبر رجل ثقة عزيز أخنوش تدوينة طويلة رد فيها على العمراني قائلا إن تواجد حزب الأحرار في الحكومة ليس صدقة من البيجيدي.
وجاء في رد باتياس عضو المكتب السياسي لحزب الحمامة، المعنون بـ"ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ العمراني" أن تصريحات العلمي لم تخرق ميثاق الأغلبية لأن هذا الميثاق بحسبه "ولم يتحفظ على إبداء أي طرف لآرائه السياسية".
وقال في رده أن حزبه نبه منذ البداية رئيس الحكومة "إلى أن ما يقوم به قياديون بحزبه من ضرب تحت الحزام بجميع فنون الحرب بما من شأنه أن يقوض مبدأ التماسك والتضامن الحكومي".
وأضاف أن حزب الأحرار تفاجأ "بالردود غير المسؤولة والمرفوضة أخلاقيا وسياسيا التي عبرتم عنها، السيد العمراني بصفتكم الحزبية كنائب الأمين العام لحزبكم، تتبنون فيها بشكل مباشر حينا وبشكل ضمني أحيانا أخرى، كل التهجمات السابقة على حزبنا".
وتابع باتياس الذي سبق لأخنوش أن عينه مديرا عاما للمقر المركزي للحزب، مخاطبا العمراني "إننا نتواجد في الحكومة بقرار سيادي لحزبنا وفقا لميزان القوة وليس صدقة من حزبك، ولا ننتظر منك أو من بعض إخوانك أن يقرروا لنا متى نستمر أو ننسحب من الحكومة".
وزاد قائلا "فلا ينبغي أن تغفلوا أن تشكيل الحكومات و الأغلبيات في بلادنا وفي العالم كله، له أعراف دستورية و مساطر سياسية خاصة ليس من السهل بتاتا إطلاق التصريحات على عواهنها بهذا الخصوص".
واتهم القيادي في حزب الأحرار نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بالخلط "بين السياسة والدعوة ولذلك تلجأ إلى خلق فكرة العدو، في ثنائية الطاهر والمدنس والحق والباطل والحلال والحرام، وتسيس الدين وتدين السياسة، وعلى ما يبدو أنكم لا تستطيعون العيش بدون خطاب الأزمة وبدون خلق "عدو" تتصارعون معه لكي تظهروا للعموم، فبدون عدو تتصارعون معه وتشهرون أنفسكم لا يمكن أن تحققوا وجودكم".
وهاجم حزب العدالة والتنمية قائلا "نحن منسجمون ومتناغمون مع انفسنا منذ تأسيس التجمع ولم نغير أبدا بوصلتنا، ولم نقم بمراجعات وتنازلات عن مواقفنا وأفكارنا لندخل غمار الدولة، أما تنظيمك فقد سار في ليال كثيرة بدون بوصلة قبل الإدماج في الحياة السياسة وبعدها، وتغيرت مواقفكم بعدها علنا من مؤسسات كثيرة ومهمة في البلاد".
ورد باتياس على العمراني الذي تحدث عن عرقلة حزب التجمع الوطني للأحرار لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات الماضية بالقول "المفاوضات بناء على قواعد اللعبة الديمقراطية كانت جارية بناء على القواعد التي طوق بنكيران بها نفسه. رئيس الحكومة المكلف آنذاك، في إطار حقوقه السياسية واختياراته، تشبث بحزب حليف لم يحصل إلا على عدد قليل وفضله بمنحه عددا من الحقائب تفوق عدد الحقائب التي حصل عليها حزبين آخرين رغم أنهما يتوفران على مقاعد برلمانية أكثر منه بكثير".
وواصل قائلا "آنذاك رفضنا أن ينظم حزب معين إلى التحالف كما أقسم أمين عام حزبكم بأغلظ الأيمان حينها، أنه لن يتحالف مع حزب آخر حصل على الرتبة الثانية، وهذا حقه في اختيار الحلفاء فلماذا تنكرون علينا هذا الحق؟".