أشاد "مرصد الموارد الطبيعية للصحراء الغربية" المدافع عن أطروحة جبهة البوليساريو، يوم الثلاثاء في بلاغ له بـ"القرار التاريخي" الذي اتخذته" شركة نوتريان الكندية "بوضع حد لاستيراد الفوسفاط من الصحراء الغربية" بحلول سنة 2019 نحو موقع إنتاجها بجيسمار الواقع بلويزيانا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف نفس المرصد أن غلق مصنع نوتريان الواقع بجيسمار كان منتظرا، مذكرا في هذا الشأن بإعلان الرئيس المدير العام للشركة بتاريخ 25 يناير 2018، الذي أكد لمستثمريه أنه سيكون هنالك إعلان هام حول مستقبل فرع شركته في أمريكا في غضون منتصف السنة.
وأضاف أنه بهذا القرار فإن عدد الشركات التي تستورد حاليا المعادن من الصحراء "سينخفض من 4 إلى 3 شركات، كما جاء في تصريح للمنظمة".
ووصف المصدر ذاته إعلان الشركة الكندية عن توقيف مشترياتها من الفوسفاط الذي يعود مصدره إلى الصحراء الغربية، بأنه "يشكل انتكاسة جديدة للمغرب". وأضاف أن "المغرب لن يستفيد مستقبلا من هذه الصادرات نحو أمريكا الشمالية وسيقوم الآن بالخوض في مفاوضات السلام التي تجري بين منظمة الأمم المتحدة والقادة الصحراويين".
وسارعت بعض وسائل الإعلام الجزائرية، وأيضا التابعة للجبهة الانفصالية، إلى نقل الخبر مجمعة على أنه يشكل "انتصارا" للبوليساريو و"انتكاسة جديدة" للمغرب.
لكن وعلى الرغم من أن جبهة البوليساريو تحاول تقديم قرار الشركة الكندية بأنه انتصار سياسي لها، إلا أن الحقيقة أبعد من ذلك لأن قرار الإغلاق لم يكن سياسيا بل لأسباب اقتصادية بحثة.
وفي اتصال لموقع يابلادي بمصدر من داخل الشركة الكندية أكد أنهم سيتوقفون "عن استيراد فوسفاط فوسبوكراع (فرع المجمع الشريف للفوسفاط) ولكن ليس للأمر علاقة بنزاع الصحراء الغربية".
وتابع قائلا "خبر توقف واردات الفوسفاط صحيح، ولكنه راجع لأسباب اقتصادية. لن نحتاج بعد الآن إلى الفوسفاط الصخري لمحطتين تابعتين لنا، سيتم إغلاق المحطة الأًصغر في الولايات المتحدة الأمريكية. القرار مرتبط بأداء مصانعنا واحتياجاتنا".
ولم تتحدث الشركة الكندية في تقريرها حول أنشطتها خلال الربع الثاني من السنة الجارية الذي نشرته في موقعها الإلكتروني، عن واردات الفوسفاط من الصحراء الغربية، مكتفية بالقول إنها قررت "إغلاق محطة بجيسمار الواقعة في لويزيانا نهاية سنة 2018، ولن تحتاج لاستيراد الفوسفاط من الخارج في سنة 2019". وذكرت الشركة في تقريرها "ارتفاع تكاليف المواد الخام" وخاصة الفوسفاط.
وسبق لشركة نوتريان أن كلفت خلال السنة الماضية مكتب نورتون روز فولبرايت بإجراء دراسة حول تأثير شراكتها مع فوسبوكراع، وهي الدراسة التي نشرت خلال شهر يناير الماضي، وأشارات إلى أن "الحكامة وتدبير العمليات الاقتصادية للمكتب الشريف للفوسفاط مطابقة لمتطلبات دفاتر تحملات أغروم والمعاير الدولية".
تجدر الإشارة إلى أن شركة "نوتريان" التي تعد أكبر منتج للبوتاس وثاني اكبر منتج للأسمدة الآزوتية في العالم، قد أنشئت في الفاتح من شهر يناير من سنة 2018 من خلال اندماج شركتي "بوتاس كور" و"أغروم".