القائمة

مختصرات

معرض بكين الدولي للكتاب..أستاذة جامعية مغربية تؤكد على أهمية الترجمة كوسيلة رابطة بين الثقافتين المغربية والصينية

(مع و م ع)
نشر
DR
مدة القراءة: 3'

 قاربت السيدة كريمة اليتربي،أستاذة التعليم العالي ومديرة معهد كونفشيوس بالرباط ،في محاضرة ألقتها ، بمعرض بكين الدولي للكتاب في دورته الخامسة والعشرين،،أمس الخميس،موضوع الأهمية الحيوية للترجمة باعتبارها وسيلة رابطة بين الثقافتين المغربية والصينية، وواقع الترجمة من اللغة الصينية وإليها،وتشجيع المختصين على النهوض بحركة الترجمة.

وأكدت السيدة اليتربي ان اللغة والثقافة الصينية باتت تتبوأ مكانة هامة في المغرب على الصعيد الأكاديمي والثقافي والعلمي ،وان الصين أبدت اهتماما متزايدا بترجمة وطباعة المزيد من الروائع الأدبية والفكرية العربية بغية بناء جسر الترابط الشعبي بين الحضارتين المغربية والصينية العريقتين، وتوطيد الأساس الإنساني والمعرفي للمضي قدما بالتعاون بين البلدين.

وذكرت بأن ترجمة أمهات الكتب العربية بدأت في الصين في أواخر القرن ال19،وأنه ظهرت في عام 1890 أول الأعمال الأدبية العربية القديمة المترجمة الى اللغة الصينية ،وهي قصيدة (البردة)للإمام شرف الدين البوصيري ،مشيرة الى انه في القرن العشرين انشغل المثقفون الصينيون بترجمة عدد من الكتب العربية الكلاسيكية من طبعاتها الانجليزية والفرنسية واليابانية.

وأضافت انه منذ استهلال الصين علاقاتها الدبلوماسية مع الدول العربية قبل 60 سنة ،ترجمت وطبعت العديد من أمهات الكتب العربية من قبيل " رحلة ابن بطوطة" ،و" حي بن يقظان" لابن طفيل ،و" القانون في الطب" لابن سينا ،ومقتطفات "مروج الذهب ومعادن الجوهر" لعلي بن الحسين المسعودي ومقتطفات " الكتاب المختصر للجبر والمعادلة " لموسى الخوارزمي وغيرها .

وقالت إنه نظرا لكون بعض الكتب العربية الكلاسيكية ترجمت من لغات أخرى ،فانه لم يتم تجنب أخطاء في الفهم والتعبير ،مما اضطر المستعربين الصينيين الى اللجوء الى الترجمة المباشرة من العربية ،وقاموا بإتمام ترجمة كتب مثل " المعلقات" و" المقدمة" لابن خلدون و" عنترة بن شداد" وعددا كبيرا من روائع الشعر العربي القديم .

وعن الأسلوب المتبع في ترجمة الكتب الصينية الى اللغات الأجنبية في العصر الراهن،لاحظت السيدة اليتربي ان العربية تعتبر من اللغات التي تتم الترجمة اليها مباشرة دون الحاجة الى المرور عبر ترجمة من لغة أخرى،وان دور النشر الحديثة أصبحت تعتمد على مترجم رئيسي ومترجم آخر ليحقق الترجمة الأولى ويتأكد من صحتها.

وأشارت الى ان الغاية من تشجيع الترجمة كأداة للتواصل هي تحقيق جودة وأسلوب الكتاب المترجم من الثقافات الأخرى،كهدف وقيمة سامية واستراتيجية معلنة،تساهم في تطوير التبادل الثقافي وحوار الحضارات،مشددة على أهمية دور الترجمة في نهضة الشعوب وتفاعلها مع الآخر ،وردم الهوة الفاصلة بين الثقافات والحضارات.

وتجدر الاشارة الى ان برنامج المغرب في الدورة الحالية لمعرض بكين الدولي للكتاب، فيما يتعلق بالندوات والمحاضرات الأكاديمية ، يشمل أيضا محاضرة حول"العلاقات المغربية الصينية في ضوء مبادرة الحزام والطريق" ، ومحاضرة حول الثقافة المغربية تحت عنوان "ملامح في الثقافة والأدب المغربي" .

ويشارك المغرب في هذا المعرض ، الذي يستمر الى غاية 26 غشت الجاري ،بما يناهز 500 عنوان بمجموع نسخ يقارب 1000 نسخة موجهة للعرض، صادرة عن وزارة الثقافة والاتصال، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والمكتب المغربي للسياحة، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ومؤسسة أرشيف المغرب، ووكالة الشرق، بالإضافة إلى رصيد وثائقي للبيع مكون من 300 عنوان يعود لدور النشر التي نالت دعم وزارة الثقافة والاتصال،قطاع الثقافة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال