افتتحت النسخة التاسعة من الجامعة الصيفية لأطر وقيادات جبهة البوليساريو يوم 4 غشت في ولاية بومرداس الجزائرية، وسيطرت المخاوف من المستقبل المفتوح على عدة احتمالات في الجزائر، خصوصا في ظل الحديث عن عهدة خامسة للرئيس بوتفليقة، على أشغال الملتقى.
وعلى غير العادة لم يشارك أي ممثل عن حكومة أحمد أو يحيى أو الرئاسة الجزائرية في الملتقى.
بالمقابل تنقل كل من زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، و"رئيس البرلمان الصحراوي" خطري أدوه من مخيمات تندوف إلى بومرداس من أجل إلقاء كلمة أمام المشاركين.
ويطرح غياب المسؤولين الجزائريين العديد من الأسئلة، ففي الوقت الذي فضلت فيه "وكالة أنباء" البوليساريو عدم التحدث عن الموضوع، قال موقع "المستقبل الصحراوي" المقرب من الجبهة الانفصالية إن الملتقى "شهد تمثيل منعدم للرئاسة و للحكومة الجزائرية" وكان "الحضور الجزائري في حفل الافتتاح منخفض ولا يليق بمقام رئيس الجمهورية، حيث سجل حضور ممثلين عن المجتمع المدني الجزائري و رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي".
وإلى جانب الغياب البارز لكبار المسؤولين الجزائريين، بدا واضحا غياب بعض الشخصيات الصحراوية المعروفة بدعمها لأطروحة جبهة البوليساريو، كسالم التامك وأميناتو حيدر رئيسة جمعية تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (كوديسا).
وكان حضور أميناتو حيدر بارزا في نسخة سنة 2017 من الملتقى، حيث كالت المديح آنذاك للجزائر وأدانت السياسية التي ينهجها المغرب في الصحراء.
ورغم ذلك لم يكن غياب أميناتو حيدر مفاجئا للعديد من المتابعين فقد توارت عن الأنظار، منذ تولي ابراهيم غالي قيادة جبهة البوليساريو، خلال شهر يوليوز 2016.
فبعد تولي الزعيم الجديد إدارة الجبهة الانفصالية لم تعد الناشطة الصحراوية بتلك المكانة التي كانت تحظى بها خلال عهد الراحل محمد ولد عبد العزيز، ولم تعد توكل لها مهام تمثيل الجبهة الانفصالية في الخارج.
بالمقابل توجه 24 شخصا من بوليساريو الداخل إلى بومرداس للمشاركة في الاجتماع على متن رحلات جوية من الدار البيضاء وأكادير. لكن يشترك هؤلاء في كونهم من الشخصيات الغير معروفة والقليلة التأثير في المدن الصحراوية.