أفادت مصادر إعلامية أن السلطات الإسبانية قامت بترحيل عدد من طالبي اللجوء المغاربة، الذين قدموا إلى البلاد من مدينة الحسيمة والمناطق المجاورة لها، رغم حديثهم عن إمكانية اعتقالهم من قبل السلطات المغربية لمشاركتهم في المسيرات الاحتجاجية بالمنطقة.
وقال موقع "بابليكو" الإسباني إنه التقى مغربيين تقدما بطلب للجوء إلى إسبانيا، ولم يتم ترحيلهما بعد إلى المغرب.
ونقل عنهما قولهما إنهما يخشيان من الاعتقال بسبب مشاركتهم في حراك الريف، وأشارا إلى إلقاء القبض على أكثر من 400 ناشط في الحراك، في مقدمتهم زعماء الحركة الاحتجاجية التي انطلقت مع مقتل بائع السمك محسن فكري خلال شهر أكتوبر من سنة 2016 طحنا داخل شاحنة لنقل الأزبال.
وقال أحد المغربيين، الذي أطلق على نفسه اسم أيوب أنه سبق أن اعتقل لمدة ثلاثة أيام "بسبب مشاركتي في مظاهرات الحسيمة، اعتدوا علينا بالضرب، وألقوا علينا الماء البارد.. وهناك من تعرض لصقعات كهربائية".
فيما قال المغربي الآخر الذي اختار أن يطلق على نفسه اسم ناصر، إن اسمه مدرج ضمن قائمة النشطاء لدى الشرطة، حيث سبق أن سجن "سنة 2011 خلال فترة الربيع العربي بالمغرب".
وأوضح أنهم قرروا الخروج إلى الشارع من أجل المطالبة بحقوقهم، وأن "سكان مدينة الحسيمة يعانون التهميش ... لا توجد مصانع أو مستشفيات أو جامعات أو استثمارات حكومية".
وأوضح الموقع الإسباني أن المواطنين المغربيين يعيشان بملجأ في إسبانيا في انتظار رد السلطات على طلبهم اللجوء، مضيفا أنهما يرغبان في الحصول على عمل "على الرغم من أن اللغة تشكل عائقا أساسيا بالنسبة لنا".
وتحدث أيوب عن رحلتهم من مدينة الحسيمة إلى موتريل وقال "إنها لم تكن سهلة لقد كنا أربعة عشر وكانت الرحلة متعبة للغاية، كان المحرك يتوقف باستمرار وكنا نحمل فقط بوصلة تساعدنا على تحديد وجهاتنا.. كنا خائفين جدا، لكن كنا أيضا نشعر بالرعب من قسوة النظام المغربي".
وتابع قائلا "الحرس المدني تمكن من تحديد مكاننا، هرب ثلاثة من بيننا.. لكن كنا نشعر بالتعب لدرجة أننا لم نتمكن من الركض. قاموا باحتجازنا في مركز للشرطة، وتمكنوا من التعرف على أربعة أشخاص كانوا يحملون هوياتهم، ثم قاموا بترحيلهم إلى المغرب، في حين تم نقلنا إلى مركز احتجاز الأجانب بمدريد".