رغم كل الصعاب، ورغم تَتَلْمذِه على يد أساتذة كانوا يعتقدون أن مكانه البيت وليس المدرسة، إلا أن الشاب ياسين نجيد اجتهد وتأقلم مع الوضع، وتخطى كل العقبات وحصل على شهادة الباكالوريا في شعبة الآداب العصرية، وانتقل بعدها إلى الجامعة حيث حصل على شهادة الإجازة في شعبة الدراسات العربية من كلية الآداب التابعة لجامعة الحسن الثاني بعين الشق بالدار البيضاء.
طفولة ياسين لم تكن سهلة، فبالإضافة إلى إعاقته، توفي والده عندما كان في سن الثامنة، وبعد خمس سنوات غادرت والدته الحياة الدنيا، لتتركه وسط ثلاثة إخوة في منزل العائلة.
وفي حديث لموقع يابلادي قال إن وصية والديه له بمواصلة طلب العلم، هي التي دفعته إلى إتمام دراسته حتى نيل شهادة الإجازة رغم ظروفه الصعبة، وأكد أنه على طول سنوات دراسته "كنت أجد صعوبات في الكتابة..أكتب بفمي وأستعين برجلي في القيام بمجموعة من الأعمال".
وواصل حديثه قائلا "الإعاقة هي إعاقة العقل، وليست إعاقة الجسم"، وأضاف "أنا مواطن مغربي وأتمنى الحصول على حقوقي...، أنا لا أطلب الصدقات أنا أطالب بحقي بصفتي مواطنا مغربيا، أنا بدوري أطمح لأن أكون أسرة، وأتمنى أن يصل ندائي للمسؤولين".
وأكد أنه فكر في الهجرة خارج المغرب، وسعى إلى ذلك لكن الأبواب أغلقت في وجهه، وقال إنه يتمنى أن يعمل مدرسا "للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنه حينما تدرس شخصا مثلك يحس بك ويجتهد، وستحفزه على عدم الاستسلام".
وعبر عن أمله في أن تتاح له هذه الفرصة "كي أزرع في ذوي الاحتياجات الخاصة الإرادة وأجنبهم الاستسلام، وأتمنى أن يصل ندائي".
وأوضح أنه لم يفقد الأمل واجتاز العديد من المباريات للحصول على وظيفة، توفر له ظروف العيش الكريم، لكنه لم يوفق لحد الآن.
رغم ذلك لم يقف نجيد ياسين مكتوف الأيدي بل خرج إلى الشارع بحثا عن عمل رغم إعاقته ومشاكله الصحية، وقال للموقع "أنا الآن أشتغل كحارس سيارات قرب المنزل، وأردت الحصول على رخصة كي أشتغل بصفة قانونية لكنهم لم يمنحوني إياها، وطلبوا مني أن أدفع مقابلا ماديا كبيرا".
وتابع "في الوقت الذي يجب عليهم أن يساعدوني طلبوا من الأموال"، وواصل "كما ندفع الضرائب والواجبات التي علينا، نريد بالمقابل حقوقنا، نحن لا نطلب الهبات أو الصدقات".
وعبر عن استيائه من طريقة معاملة الموظفين في الإدارات للمعاقين ، وقال "أنا أريد أن أعرف سبب هذه الحكرة"، وكشف أن قبل أن يتوجه للمسؤولين طلبا لرخصة حراسة السيارات، وضع طلبا للحصول على "كشك كي أبيع فيه الكتب" لكنهم تجاهلوا طلبي.
وختم حديثه قائلا "أتمنى أن يصل ندائي للمسؤولين، رغم ظروفي أعمل حارسا للسيارات، وكم من مرة نجوت من الموت في الشوارع، وكم من مرة أحس بالمعاناة نتيجة نظرات الاحتقار من الآخرين".