وبهذا المعدل الذي حصل عليه عبد السلام في شعبة العلوم الرياضية (أ)، شرف التلميذ عبد السلام، المدرسة العمومية وجهة كلميم واد نون والأطر التربوية بها، قبل أن يشرف والديه اللذان كان لهما الفضل الكبير في نجاحه وتألقه، هذا طبعا بعد مجهوداته وعزيمته التي يعترف له بها أساتذته وأقرانه وأقاربه.
ويستحق التلميذ عبد السلام، فعلا، الالتفاتات الطيبة من رجال التربية والتكوين والأهل كذلك، وقد تجسدت الالتفاتة في زيارة وفد تربوي له بمقر أسرته كان على رأسه مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم وادنون عبد الله بوعرفه ومدير ثانوية الخوارزمي عبد المجيد عدي.
بشموخ طبيعي، استحقه بعلمه وأخلاقه، استقبل التلميذ عبد السلام زائريه أمام بيت الأسرة، واثقا، متحدثا مفوها، غير مرتبك يتذكر مسار التفوق لحظة بلحظة، جداول النقط، الأساتذة الذين نهل منهم أسرار العلوم، الأب والأم اللذان كانا له سندا متينا، يجيب على كل الأسئلة التي تطرح عليه بحسم... بوابة النجاح فتحت أمامه، وهو مصر على ولوجها دون تردد.
وفعلا، يبقى الآن أمام عبد السلام، وبعد حصوله على هذا المعدل، اتخاذ القرار الصائب، وبالاستماع الى حوار بسيط بينه وبين مدير الأكاديمية الجهوية، يتضح بما لا يدع مجالا للشك أنه يقود دفة المستقبل بإحكام، ويعرف بالضبط وجهة البوصلة.
أجوبته على أسئلة مدير الأكاديمية كانت دقيقة جدا، فالنجاح مخطط له منذ البداية، من الإعدادي قرر التوجه لمسلك العلوم الرياضية، متسلحا بحب المادة والثقة في النفس.
اختيارات كثيرة أمامه.. يفكر عبد السلام بصوت عال أمام زائريه، على سبيل المثال استكمال دراسته بإحدى المدارس العليا بابن جرير (مراكش) ولماذا لا بعد ذلك الالتحاق بمدارس عليا أخرى خارج الوطن..مشروعه الشخصي مهندس مستقبلا، وبأنفة، يردد التلميذ، يبقى الحب كل الحب للوطن.
مدير الأكاديمية، ممثلا لرجال التربية والتكوين شهد للتلميذ بالجمع بين التفاني في الدراسة والأخلاق والانضباط ، معتبرا في دردشة مع المعني، سجلتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن النتيجة التي حققها التلميذ هي " شرف للجهة ككل"، لا سيما أنها أزاحت تلك الصورة النمطية عن كلميم واد نون التي يغلب عليها الطابع الأدبي ليتفوق عبد السلام بجدارة في مسلك العلوم الرياضية ويحصل على أعلى معدل في جميع المسالك.
ودعا السيد بوعرفه التلميذ عبد السلام الى أن لا يقطع صلاته مع أقرانه بالثانوية وأن يزرع روح المثابرة فيهم على اعتبار أن نجاحه الباهر سيكون له وقع كبير عليهم.
شهادة أخرى من مدير الثانوية ، الذي أكد أن عبد السلام يمثل"نموذجا" للتلميذ المجتهد الخلوق والطموح، مستشهدا بسجله المدرسي المشرف، معتبرا أن معدله شرف للجهات الجنوبية الثلاث للمملكة ( كلميم واد نون و العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب).
وأم الشهادات وأرفعها، تأتي من والدة التلميذ عبد السلام، وهي المربية بامتياز (أستاذة التعليم الابتدائي).. بفرح لا يوصف تمنت الأم التوفيق وبدون استثناء لكل التلاميذ الناجحين والمستدركين، ولكل من ساند فلذة كبدها، موجهة دعوة الى التلاميذ قائلة "النجاح ليس وليد لحظة بل هو ثمرة سنوات".
واحتفت كلميم والجهة ككل بالتلميذ عبد السلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي عجت بالتهاني لابن كلميم باب الصحراء منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن نتائج امتحانات الباكالوريا.
يذكر أن نسبة النجاح العامة في الدورة العادية لامتحانات البكالوريا برسم سنة 2018 بجهة كلميم واد نون بلغت 03 ر 55 في المائة، وذلك بنجاح 2980 تلميذة وتلميذا في صفوف المتمدرسين.
وقد تصدرت مديرية إقليم سيدي إفني نسبة النجاح العامة جهويا بتسجيلها 58.01 في المائة.