مع اقتراب اليوم العالمي للاجئين والذي يصادف 20 يونيو من كل سنة، نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على موقعها الإلكتروني الرسمي شريط فيديو يوثق لصعوبة الحياة في مخيمات تندوف في الصحراء الجزائرية.
ونقلت المفوضية المعنية بتنسيق العمل الدولي لحماية اللاجئين وحل مشاكلهم، معاناة سيدة تدعى مباركة، قالت إنها "فرت" من الحرب بين المغرب وجبهة البوليساريو سنة 1975 باتجاه مخيمات تندوف، وهي طفلة في سنواتها الأولى، ولم تكن تتخيل آنذاك أنها ستصبح جدة وهي خارج ديارها.
وقالت المفوضية إن هذه الجدة تعيش في منتصف العقد الخامس من عمرها، في "مخيم السمارة" بتندوف جنوب غرب الجزائر، علما أنه توجد خمسة مخيمات بتندوف جلها تحمل أسماء مدن في الصحراء الغربية.
وتعيش مباركة في أسرة تتكون من زوجها علي محمد، وابنتها غيطنة وزوجها وابنهما الصغير عبد الله الذي يبلغ عامين من العمر، داخل منزل من الطوب والطين وخيمة تقليدية قدمتها المفوضية قبل ثمانية أعوام.
وعبرت مباركة عن مخاوفها قائلة "أتمنى العودة إلى دياري قبل أن أموت، وأخاف على ابنتي وصهري وعبد الله من أن يبقوا هنا ويهرموا. خوفي هو ما يخافه الجميع هنا، وهو أن نبقى هنا ويطوينا النسيان".
وتابعت "أفتقد الهواء وافتقد التراب".
وتحدثت المفوضية عن الحياة الصعبة في المخيم، مشيرة إلى أن الجدة تمضي وقتها "في ترميم الخيمة القديمة، ويبدو ذلك واضحاً على يديها المتصلبتين ومن آلام الكتفين".
وتقدم المفوضية التابعة للأمم المتحدة خدماتها لحوالي 90 ألف شخص يعيشون في خمسة مخيمات بالقرب من مدينة تندوف الجزائرية.
وتؤكد المفوضية أنه في مخيمات تندوف، يؤثر كل من فتور رغبة المانحين وتراجع مستويات التمويل بشكل مباشر على "تقديم المساعدة المُنقذة للحياة، بما في ذلك المساعدة الغذائية. ويشكّل الإحباط الناجم عن عدم توفر الفرص، لا سيما بين الشباب، مصدر قلق متزايد".
وتضع المفوضية من بين أولوياتها الرئيسية لسنة 2018، تقديم "المساعدة المنقذة للحياة" للاجئين من الصحراء الغربية، لا سيما من خلال "الاستثمار في توسيع وتحسين شبكة المياه في المخيمات- لا سيما السمارة والداخلة، وزيادة الفرص أمام الشباب، بما في ذلك فرص كسب العيش، والتدريب على تنظيم المشاريع والأعمال التجارية والتدريب المهني والمعدات الرياضية ودعم مراكز النساء والشباب".