كأس العالم 2026: المغرب يقاطع اجتماعا في السعودية لدول التحالف العربي في اليمن

منذ إعلان المملكة العربية السعودية القيام بعملية عسكرية في اليمن، ضد جماعة الحوثي الشيعية المقربة من إيران، في 26 مارس 2015، أعلن المغرب انخراطه في الحرب إلى جانب السعودية، وأصدرت وزارة الخارجية المغربية بيانا في حينه أكدت فيه أن المملكة تعتبر أمن دول الخليج من أمنها.

لكن بعد مرور أشهر من ذلك ومع اندلاع الأزمة الخليجية بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة ثانية، بدأت العلاقات المغربية الخليجية تمر بمرحلة برود، وذلك بعد اتخاد المملكة موقفا محايدا. وزاد تصويت أربعة دول خليجية هي السعودية والكويت والبحرين والإمارات لصالح الملف الأمريكي لاحتضان كأس العالم 2026، من اتساع الهوة بين المغرب وحلفائه الخليجيين.

وبعد مرور يوم واحد على التصويت، أعلنت وزارة الثقافة والاتصال المغربية، في بلاغ لها أن وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج لن يشارك في أشغال اجتماع وزراء إعلام دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن الذي سيتم عقده في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية يوم 23 يونيو الجاري، لارتباطات متعلقة بالأجندة.

ولم يقدم البلاغ تفاصيل أوفى عن سبب "مقاطعة" الاجتماع، غير أن العديد من المراقبين ربطوا بين هذا القرار وبين موقف السعودية من ملف المغرب لاحتضان كأس العالم 2026، خصوصا وأن المغرب كان يحرص في الماضي على المشاركة في جل اللقاءات المرتبطة بالتحالف العسكري العربي في اليمن.

وقبل بلاغ وزارة الثقافة والاتصال، عبر مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، في الندوة الصحفية التي أعقبت انعقاد المجلس الحكومي عن أسفه لعدم مساندة بعض الدول العربية للملف المغربي، وأضاف "بالنسبة إلينا، سنواصل العمل لأننا ننظر للمستقبل".

وفي خطوة تحمل رسائل للدول الخليجية التي صوتت ضد الملف المغربي، أجرى الملك محمد السادس يوم الأربعاء الماضي اتصالا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وشكره على وقوف بلاده إلى جانب المغرب في سعيه لاحتضان المونديال.

وجاء في بلاغ للديوان الملكي أن قطر كانت من بين الدول التي صوتت لصالح الترشيح المغربي خلال عملية التصويت لاختيار البلد المنظم لكأس العالم 2026 التي أجريت بموسكو.

وأبلغ الشيخ تميم الملك محمد السادس، بحسب نفس البلاغ، دعم قطر الكامل للمغرب في حال تقدمت المملكة بترشيحها لتنظيم مونديال 2030.

لكن لحد الآن لا يمكن معرفة ما إذا كانت الخطوات التي أٌقدم عليها المغرب، مجرد ردة فعل ظرفية بعدما أحس "بخيانة" الدول الحليفة له، أم أنها تشكل بداية فعلية لتغير جذري في السياسة المغربية اتجاه الدول الخليجية.