القائمة

مختصرات

الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب تدعو واشنطن لتصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا

نشر
DR
مدة القراءة: 2'

في وقت تتكثف فيه الدعوات داخل الأوساط السياسية الأمريكية لتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية، دعت الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب في بلاغ لها الإدارة الأمريكية إلى عدم تجاهل الماضي الدموي للجبهة، واعتبرت أن أي قرار يستثني الجرائم المرتكبة ضد المواطنين الإسبان سيكون ناقصًا من الناحية الأخلاقية والتاريخية.

ووفق ما جاء في البلاغ، فإن "العقد الأسود" الذي امتد من سبعينيات إلى ثمانينيات القرن الماضي، شهد نحو 300 هجوم دموي ارتكبتها جبهة البوليساريو ضد عمال منجم فوس بوكراع وصيادين من جزر الكناري والأندلس وغاليسيا والباسك، موثقة جميعها لدى الجمعية الإسبانية، لكن تم تجاهلها سياسيًا وإعلاميًا، خاصة داخل إسبانيا نفسها.

وتشير الجمعية إلى أن إبراهيم غالي، الأمين العام الحالي للبوليساريو، شغل حينها منصب وزير الدفاع، وكان المسؤول المباشر عن هجمات دامية أبرزها مجزرة سفينة "كروز ديل مار" عام 1978، التي أسفرت عن إعدام سبعة بحارة إسبان بدم بارد، واختطاف السفينة "مينسي دي أبونا" سنة 1980، والتي عُثر على ربانها دومينغو كينتانا مخنوقًا وعلم البوليساريو ملفوف حول جسده.

في واشنطن، يعمل السيناتور جو ويلسون على الدفع بمشروع قانون يسعى لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية، في حين أصدر معهد هادسون الأمريكي، المتخصص في الأمن القومي، دراسة توثق علاقات الجبهة مع الحرس الثوري الإيراني، وتورطها في تهريب الأسلحة نحو الجماعات الجهادية في الساحل.

وتستشهد الجمعية الكنارية بما كشفته صحيفة واشنطن بوست في أبريل الماضي حول مشاركة مئات من مقاتلي البوليساريو المدربين إيرانيًا في الحرب السورية، وتعتبر أن هذا المعطى الحديث لا يجب أن يُنسينا سجل الجرائم القديمة التي وقعت ضد الإسبان، والتي لم تُفتح بشأنها أي تحقيقات قضائية جادة حتى اليوم.

ولفتت الجمعية إلى أن خطاب العنف لا يزال سمة من سمات البوليساريو، حيث هدد أحد قادتها البارزين، البشير مصطفى السيد، في يناير 2025، الجارة موريتانيا بسبب تعاونها مع المغرب، كما دعا في تصريحات موثقة إلى تنفيذ عمليات تفجير في مدن السمارة والداخلة وبوجدور، قائلاً: "على كل مناضل أن يفجر ثلاث أو أربع عبوات كل ليلة".

وتختم الجمعية بيانها بالتأكيد على أن تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية لن يكون فقط مسألة أمنية أو سياسية، بل يجب أن يُنظر إليه على أنه فعل عدالة عابرة للحدود، يشكل إنصافًا لضحايا لم تنصفهم بلادهم، واعترافًا متأخرًا بحقائق جرى طمسها لعقود.

وتؤكد الجمعية أن الإدارة الأمريكية أمام فرصة تاريخية: أن تدرج البوليساريو في قائمتها السوداء لا بسبب تحالفاتها الإقليمية فقط، بل بسبب جرائمها الإرهابية ضد مدنيين إسبان، سقطوا في مياه الأطلسي الباردة أو تحت صخور مناجم الصحراء، وظلوا في طيّ النسيان.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال