اتهمت شركة الصدف للإنتاج الصوتي والمرئي المحدودة، السعودية، المنتجة للمسلسل الكوميدي الرمضضاني "شير شات" في بيان لها يوم أمس الثلاثاء، قناة "الجزيرة" القطرية بـ"الاصطياد في الماء العكر"، ومحاولة "الوقيعة بين الشعبين الشقيقين السعودي والمغربي"، بعد حديثها عن إساءة المسلسل إلى المغرب.
وكان العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة قد أطلقوا وسوما عبروا من خلالها عن غضبهم من المسلسل السعودي الذي يبث على قناة "أس بي سي" السعودية، لأنه يسيء بحسبهم إلى المرأة المغربية، ويصور المملكة كوجهة للراغبين في المتعة الجنسية.
ففي إحدى حلقات المسلسل الرمضاني يسافر أبطال المسلسل الثلاثة في رحلة إلى المغرب ويسعون إلى الزواج من مغربيات وفق طقوس تشبه ما هو عليه الحال في زواج المتعة، وتم تصوير الحلقة من مدينة مراكش التي تعتبر الوجهة السياحية الأولى في المملكة.
وبحسب الشركة المنتجة فإن حديث قناة "الجزيرة" القطرية عن إساءة العمل الكوميدي للمغرب جاء "كردّ فعل انتقامي على الحلقة التي عرضها نفس المسلسل، وتحمل اسم "اللعبة الكبيرة"، والتي كانت تفضح الأموال المخصصة لاستهداف السعوديين؛ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتشكيكهم في بلادهم؛ حيث يتم توظيف تلك الوسائل للهجوم على المملكة والنيل منها، ومحاولة تشويه صورتها، وخلق الفتن بين السعوديين والشعوب الأخرى عبر أسماء وهمية يعتقد المتابع العادي أنها سعودية؛ لكنها ليست كذلك؛ بل تنطلق من أماكن مختلفة؛ ولكن مصدر تمويلها واحد ومعروف".
وتابعت الشركة أن هذه الحلقة كشفت "هذه الألاعيب؛ الأمر الذي أغضب إدارة قناة الجزيرة التي لم تستطع الوقوف أمام هذه الحقائق، وما كان أمامها إلا أن استغلت موضوعاً آخر تمت مناقشته في سلسلة "شير شات"، وأضافت افتراءً انه يتحدث عن زواج المتعة، وهذا بالتأكيد غير صحيح إطلاقاً".
وأكدت الشركة في بلاغها أن تدخل "الجزيرة" و"إثارتها لهذه الفتنة"، جاء بعد الأصداء الواسعة التي "أحدثتها تلك الحلقة المؤثرة، والتي مثّلت ضربة موجعة"، وأضافت أن القناة القطرية ذهبت إلى الحديث عن "حلقة المغرب، في محاولة يائسة منهم لتضليل الرأي العام وتوجيه الأنظار إلى هذا الموضوع الاجتماعي؛ لضرب العلاقات السعودية المغربية؛ متجاهلين قضية اللعبة الكبيرة التي عرّتهم وكشفت حقيقتهم للعالم، وسيلاحظ أن جميع الوسائل الإعلامية والمواقع الإلكترونية نشرت نصاً واحداً منسوخاً وموزعاً للجميع".
وأردفت الشركة قائلة "نؤكد احترامنا وتقديرنا الكامل للشعب المغربي بشكل عام، ولأمهاتنا وأخواتنا وشقيقاتنا بصورة خاصة، ولن نسمح لأي أحد بالإساءة مطلقاً، وإذا كان ما قدمناه قد سبّب أي سوء فهم؛ فإننا نعبّر عن إيماننا أن ما نقدمه لم يكن يتجاوز حدود الكوميديا فقط، وإننا نحترم أيضاً ما يقدمه الإعلام المغربي من مواضيع قد تتحدث عن قضايا سعودية في إطار كوميدي؛ فما يجمعنا مع المملكة المغربية من أواصر القربى والنسب والتاريخ المشترك، أكبر مما يفرقنا، ولن يفلح الإعلام المعادي في إفساد تلك العلاقات المتميزة".
وعبرت الشركة عن ثقتها التامة في أن هذه "الخطوة لن تنجح، ويعلم الإخوة المغاربة مدى الاحترام الذي يُكِنّه السعوديون للشعب المغربي الكريم وللأسرة المالكة"، وأشارت إلى أن مثل هذه الأعمال الكوميدية كان قد سبقها أعمال مشابهة تتحدث عن الزواج بين الشعوب في دول عديدة، وكان يمكن تنفيذ هذا العمل في أي بلد آخر؛ لكننا اخترنا "المغرب على وجه التحديد بحكم وجود قاعدة كبيرة للإنتاج التلفزيوني والسينمائي بمعايير احترافية عالية، والتي جعلت المغرب جاذباً لأهم الإنتاجات في العالم؛ فذهبنا للاستفادة من الخبرات المغربية في الإنتاج".
يذكر أن العلاقات السعودية القطرية تمر منذ سنة بأحلك فتراتها، ففي شهر يونيو من السنة الماضية قررت أربعة دول هي المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتهم الدبلوماسية مع قطر، بعدما اتهموها بالتدخل في شؤونهم الداخلية، وتمويل الجماعات الإرهابية، وسلمتها هاته الدول قائمة تضمنت عدة مطالب من بينها إغلاق قناة الجزيرة، غير أن قطر رفضت ذلك.